تُعد مصلحة الكفاية الإنتاجية والتدريب المهني أحد الأذرع التنفيذية الرئيسية لوزارة الصناعة، حيث تضطلع بدور محوري في إعداد وتأهيل الكوادر الفنية المدربة وفق أحدث النظم والمعايير العالمية، بما يسهم في رفع كفاءة العنصر البشري الذي يمثل الركيزة الأساسية لاستراتيجية تطوير الصناعة المصرية. وتأتي هذه الجهود في إطار تعزيز قدرة المنتج الوطني على المنافسة محليًا ودوليًا، باعتبار أن الاستثمار في الشباب وتنمية مهاراتهم الفنية والتكنولوجية هو استثمار مباشر في مستقبل الصناعة والاقتصاد المصري.
شبكة تدريبية واسعة لتأهيل الشباب
تضم المصلحة شبكة تدريبية ضخمة تشمل 44 مركزًا تدريبيًا و76 محطة تدريب صناعية موزعة على 18 محافظة، تقدم برامج تدريبية متخصصة في 59 مهنة صناعية، تشمل الميكانيكا والكهرباء واللحام وصيانة المعدات وصناعة الجلود. كما تشرف المصلحة فنيًا على المحطات التدريبية داخل المصانع، بما يضمن جودة التدريب وربط العملية التعليمية بالاحتياجات الفعلية لسوق العمل.
تخريج دفعات مؤهلة لسوق العمل
تخرج المصلحة سنويًا دفعات من الطلبة الحاصلين على دبلوم التلمذة الصناعية في مختلف التخصصات، إلى جانب دفعات من الفنيين فوق المتوسط في تخصصات مثل الميكاترونكس، المصاعد، وصناعة الجلود من خلال مركز التكنولوجيا المتميز. ويتم توزيع جميع طلاب الفرقة الثالثة على شركات صناعية للتدريب العملي، ما يعزز من مهاراتهم التطبيقية ويؤهلهم للانخراط المباشر في سوق العمل.
ربط التعليم بالصناعة
لا تقتصر أنشطة المصلحة على التدريب فقط، بل تمتد إلى تسويق خريجيها لدى الشركات الصناعية لتسهيل حصولهم على فرص عمل مناسبة، وإنشاء قاعدة بيانات شاملة للمتدربين بما يساعد في ربطهم بفرص العمل المتاحة. كما تنفذ دورات تدريبية قصيرة للمتدربين من الشركات الصناعية والاتحادات والجمعيات في مختلف المحافظات، بهدف إعداد الشباب وتأهيلهم وفق احتياجات السوق.
تطوير المهن وإشراك القطاع الخاص
تعمل المصلحة بشكل مستمر على تطوير التخصصات التدريبية بما يتواكب مع متغيرات العصر، إلى جانب استحداث مهن جديدة تلبي احتياجات الصناعة الحديثة. كما تشارك في مسابقات طلابية ومسابقات مهارات وابتكار على مستوى الجمهورية، وتولي أهمية خاصة لمشاركة القطاع الخاص في إدارة وتشغيل وتطوير مراكز التدريب المهني بما يضمن رفع كفاءتها واستدامة دورها في خدمة الصناعة.
رافد أساسي للاقتصاد الوطني
من خلال هذه الجهود، تثبت مصلحة الكفاية الإنتاجية والتدريب المهني أنها مصنع الكوادر الفنية المؤهلة، ورافد أساسي يمد الصناعة المصرية بالخبرات والمهارات اللازمة للنهوض بالاقتصاد الوطني، ومواكبة التطور العالمي في التكنولوجيا والصناعة.