في السنوات الأخيرة، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مرآة تعكس تحولات جيل كامل من الشباب والفتيات.
ومع كثرة الوجوه التي صعدت للشهرة عبر “السوشيال ميديا”، لم يعد الأمر مجرد استعراض للأزياء والموضة أو متابعة تريندات، بل تحول إلى مساحة تكشف عن اختيارات شخصية ودينية مؤثرة.
واحدة من أبرز الظواهر التي شغلت الرأي العام مؤخرًا، هي إعلان عدد من البلوجرات والمشاهير ارتداء الحجاب بعد سنوات من الظهور بدونه، في خطوة وُصفت بأنها شجاعة، ووجدت تفاعلاً واسعًا من الجمهور.
سما المصري:
كانت البداية الأكثر إثارة للجدل مع الفنانة والبلوجر سما المصري، التي اعتاد الجمهور متابعتها في إطلالات جريئة وصاخبة.
لكن المفاجأة الكبرى جاءت حين أعلنت ارتداء الحجاب، مؤكدة أن قرارها جاء بعد مراجعة طويلة للنفس ورغبة في “الالتزام والابتعاد عن الأضواء الصاخبة”.
خطوة سما أحدثت جدلاً كبيرًا على مواقع التواصل بين مؤيد رأى فيها “عودة إلى الفطرة”، وآخرين تعاملوا معها بتساؤلات عن مدى ثباتها على هذا القرار.
هدير عبد الرازق:
وبعدها بفترة قصيرة، تبعتها البلوجر هدير عبد الرازق، التي قررت أيضًا ارتداء الحجاب، لتعلن الخبر لجمهورها عبر حساباتها الرسمية، وسط حالة من الدعم والتشجيع من متابعيها.
هدير أكدت أن قرارها شخصي نابع من قناعة داخلية، وأنها كانت تفكر فيه منذ فترة طويلة حتى وجدت اللحظة المناسبة لاتخاذه. اللافت أن خطوتها لم تلقَ فقط ترحيبًا من جمهورها، بل تحولت قصتها إلى مصدر إلهام لكثير من الفتيات اللاتي عبّرن عن رغبتهن في اتخاذ القرار ذاته.
بين الظاهرة والرسالة:
تجربة سما وهدير ليست مجرد قرارات فردية، بل تعكس ظاهرة آخذة في التوسع بين مؤثرات السوشيال ميديا. فالحجاب هنا لم يعد مجرد زي ديني، بل صار إعلانًا عن تحول في الهوية والرسالة التي تقدمها البلوجر لجمهورها.
فبينما يُنظر إليهن عادة كقدوة في الموضة والجمال، فإن ارتداء الحجاب يعيد صياغة الصورة ويضيف بُعدًا جديدًا لمسؤولية المؤثرات تجاه المتابعين، خصوصًا من الفتيات الصغيرات.