أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تفاؤله الحذر بشأن إمكانية تحقيق تقدم في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، وذلك في أعقاب إعلان روسيا عن جولة جديدة من المفاوضات المقرر عقدها في إسطنبول يوم 2 يونيو المقبل.
وفي سياق متصل، جدد أردوغان انتقاده لما وصفه بـ”تكتيكات المماطلة” التي تتبعها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في تنفيذ الاتفاق مع الحكومة السورية الجديدة، مؤكدًا التزام تركيا بدعم وحدة الأراضي السورية.
تفاؤل تركي بمحادثات السلام في أوكرانيا
خلال تصريحات أدلى بها أثناء عودته من زيارة رسمية إلى أذربيجان، أكد أردوغان أن استضافة إسطنبول لجولة جديدة من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا تعزز آمال تركيا في التوصل إلى حل سلمي للنزاع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وأشار إلى أن “الزخم الإيجابي الأخير في جهود السلام يمثل فرصة ذهبية لإنهاء الصراع وبناء سلام دائم في المنطقة”.
وأضاف أردوغان: “تركيا لم تدخر جهدًا في تعزيز الحوار بين الطرفين، ونحن مستمرون في التواصل مع كل من موسكو وكييف لتسهيل هذه العملية. السلام يتطلب المزيد من الدبلوماسية والحوار المستمر، ونحن نستخدم كل إمكاناتنا لتحقيق هذا الهدف”.
وأكد أن تركيا، التي لعبت دور الوسيط في جولات سابقة من المفاوضات، ستواصل دعمها لأي مبادرة تهدف إلى إنهاء الحرب وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.
ووفقًا لمصادر دبلوماسية، فإن المحادثات المقبلة في إسطنبول تأتي في إطار جهود دولية متجددة لإيجاد حلول دبلوماسية للأزمة الأوكرانية، التي تسببت في خسائر بشرية واقتصادية جسيمة. وتأتي هذه الجولة بعد سلسلة من الاتصالات بين أنقرة وكل من الطرفين الروسي والأوكراني، مما يعكس دور تركيا المتنامي كوسيط موثوق في الأزمات الإقليمية.
موقف تركيا من الوضع في سوريا
في سياق منفصل، تناول الرئيس التركي التطورات في سوريا، حيث جدد دعوته إلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها.
وانتقد بشدة ما وصفه بـ”تكتيكات المماطلة” التي تتبعها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية وتتلقى دعمًا من الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن هذه القوات لم تلتزم بالجدول الزمني المتفق عليه لدمجها في القوات المسلحة السورية بموجب اتفاق مع الحكومة السورية الجديدة.
وقال أردوغان: “لقد رحبنا سابقًا بالاتفاق بين قسد والحكومة السورية، لكننا نلاحظ استمرار أساليب المماطلة من جانب قسد. يجب أن تتوقف هذه الممارسات فورًا، وأن يتم الالتزام الكامل بالاتفاق لضمان استقرار سوريا”.
وأكد أن تركيا ستواصل مراقبة الوضع عن كثب، مشددًا على أن أي تهديد لوحدة سوريا أو أمنها القومي لن يتم التسامح معه.
وأضاف أن تركيا تدعم العملية السياسية في سوريا، بما يضمن مشاركة جميع الأطراف في بناء دولة موحدة ومستقرة، بعيدًا عن التدخلات الخارجية التي قد تعرقل جهود إعادة الإعمار.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه سوريا تحولات سياسية وعسكرية كبيرة، مع استمرار النقاش حول مستقبل القوى المسلحة المختلفة في البلاد