شنت القوات الإسرائيلية فجر اليوم هجومًا مفاجئًا واسع النطاق على العاصمة الإيرانية طهران، استهدفت خلاله عددًا من العلماء النوويين والقادة العسكريين، إضافة إلى مواقع نووية ومنشآت للصواريخ الباليستية، ضمن عملية عسكرية حملت اسم “قوة الأسد”.
وعقب الضربة، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، فرض حالة طوارئ خاصة في الجبهة الداخلية بجميع أنحاء البلاد، مؤكدًا أن إيران كانت على بُعد أيام فقط من تحقيق اختراق في برنامجها النووي. كما حذّر من هجوم إيراني وشيك باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة، ما دفع وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى إصدار أوامر بتعليق الدراسة وحظر التجمعات.
استعداد لحرب قصيرة المدى
وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن إسرائيل تستعد لاحتمال اندلاع حرب تستمر عدة أيام، ما دفعها إلى إغلاق مجالها الجوي وتحويل الرحلات الجوية إلى دول مجاورة. وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن العمليات العسكرية ستتواصل “وفقًا للضرورة”، مشيرًا إلى الجاهزية لسيناريوهات متعددة على الصعيدين الدفاعي والهجومي.
استهداف مواقع استراتيجية وعلماء بارزين
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية أن الضربات استهدفت منشآت نووية وعسكرية حساسة، من بينها مواقع لتطوير الصواريخ الباليستية. وصرّح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن العملية طالت قادة كبارًا في الحرس الثوري وعلماء بارزين ضمن البرنامج النووي الإيراني، مضيفًا: “إيران كانت تخطط لإنتاج 10 آلاف صاروخ باليستي، وكان لا بد من التدخل”.
250 غارة إسرائيلية… وخسائر إيرانية جسيمة
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى تنفيذ أكثر من 250 غارة جوية على أهداف إيرانية حتى الآن، في حين ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن الهجوم أسفر عن مقتل قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ونائب رئيس الأركان غلام علي رشيد، بالإضافة إلى العالمين النوويين فريدون عباسي ومحمد مهدي طهرانجي. كما أُعلن عن مقتل أستاذ الهندسة النووية أحمد ذو الفقاري، وإصابة المستشار الأمني للمرشد الأعلى علي شمخاني.
وتحدثت التقارير عن انفجارات عنيفة في منشأة نطنز النووية وموقع رئيسي لتخصيب اليورانيوم وسط البلاد، وسط حالة من التأهب القصوى في الدفاعات الجوية الإيرانية.
طهران تتوعد: “درس مرير” لإسرائيل
وعقدت القيادة الإيرانية اجتماعًا أمنيًا طارئًا عقب الهجوم، مع إعلان حالة التأهب القصوى وإغلاق المجال الجوي استعدادًا لرد عسكري. وقال المرشد الأعلى الإيراني إن إسرائيل ارتكبت “حماقة كبرى” باستهدافها المراكز السكنية والعلمية، مضيفًا: “عليها أن تنتظر عقابًا قاسيًا”.
فيما أعلن الجيش الإيراني أنه يخوض معركة جوية مع إسرائيل، متوعدًا بـ”تلقين نتنياهو درسًا مريرًا”، مشيرًا إلى أنه كان يتجنب التصعيد العسكري، لكن “العدوان تجاوز الخطوط الحمراء”.
إيران: تهديد للأمن العالمي… والرد قادم
من جانبها، حمّلت وزارة الخارجية الإيرانية إسرائيل مسؤولية التصعيد، مؤكدة أن الرد سيكون مشروعًا بموجب القانون الدولي. واتهمت الولايات المتحدة بدعم العدوان، مطالبة المجتمع الدولي بإدانة الهجوم الذي وصفته بـ”التهديد غير المسبوق للأمن العالمي”.
الموقف الأمريكي: دعم مشروط لإسرائيل
وفي أول تعليق أمريكي، قال الرئيس دونالد ترامب إن إسرائيل أبلغت واشنطن مسبقًا بالهجوم، مؤكدًا استعداد بلاده للدفاع عن إسرائيل إذا اقتضى الأمر. وأضاف: “كثير من القادة الإيرانيين لن نراهم مجددًا”.
لكن وزير الخارجية الأمريكي أكد أن الولايات المتحدة ليست منخرطة في الضربات، مشيرًا إلى أن “أولوية واشنطن القصوى الآن هي حماية قواتها المنتشرة في المنطقة”، مع استمرار التواصل مع الشركاء الإقليميين.