يعكس عودة النشاط الائتماني وانتعاش الثقة في السوق. فبعد فترة صعبة عانت خلالها البنوك من ضغوط ارتفاع أسعار الفائدة، التي حدّت من قدرتها على توظيف الودائع في تمويل احتياجات الأفراد والشركات وأجبرت الكثيرين على تأجيل خطط الاقتراض، استطاع القطاع أن يعكس المشهد ويحقق قفزة لافتة في معدل توظيف الودائع، مسجلًا أكثر من 63% بنهاية يونيو الماضي.
ومع بداية عام 2025، ومع اتجاه البنك المركزى المصرى نحو تخفيض أسعار الفائدة ضمن دورة التيسير النقدى، شهدت محافظ القروض فى البنوك انتعاشة أكبر، لينبئ بمستقبل واعد لمعدلات توظيف القروض للودائع خلال العام الحالى.
ما هو معدل تشغيل القروض للودائع؟
هذا المؤشر يعد من أهم الأدوات لقياس كفاءة البنوك في استغلال الودائع التي تتدفق إليها من العملاء. فإذا كان حجم الودائع في البنوك ضخمًا بينما القروض الممنوحة محدودة، فهذا يعني أن الأموال مجمدة وغير مستثمرة بشكل كافٍ.
حاليًا، يدور معدل تشغيل القروض للودائع في السوق المصرية حول 48 – 60%، وهو أقل من المستهدف في أسواق ناشئة مشابهة، حيث تتجاوز النسبة أحيانًا 70%.
وفي سياق متصل قال عز حسانين الخبير المصرفي إن خفض الفائدة يخلق بيئة أفضل للإقراض، لكن لا يمكن أن نتوقع زيادة كبيرة في المعدلات بين ليلة وضحاها، فالأمر يعتمد على ملاءة العملاء واحتياجات السوق.
وأوضح أن زيادة النمو في الاقتصاد المصري بجانب خفض الفائدة على الإيداع والإقراض سيساهم بشكل جيد زيادة معدل تشغيل القروض للودائع، مشيرا إلى أن هناك استثمارات جديدة أو قوة شرائية كافية، تعزز من طلب الشركات للحصول على قروض
وأوضاف أن ارتفاع تكلفة الاقتراض كان يدفع المقترضين للتردد فى طلب التمويل، ومن ثم تباطؤ الطلب على القروض والائتمان البنكى خلال 2024، ورغم ذلك حقق نمواً أيضاً، مضيفاً أن هناك آمالًا كبيرة مع تخفيض الفائدة بأن يصل مؤشر القروض للودائع إلى النسبة المثالية التى يرى أنها تبلغ 65% خلال العام الجارى.
كيف يؤثر خفض الفائدة على الإقراض؟
خفض الفائدة يعني ببساطة تقليل تكلفة التمويل سواء للأفراد أو الشركات.
بالنسبة للشركات: يصبح الاقتراض لتمويل التوسعات أو شراء المعدات أقل تكلفة، ما يشجعها على التوسع.
بالنسبة للأفراد: تنخفض تكلفة القروض الشخصية أو التمويل العقاري أو قروض السيارات، فيزداد الإقبال على الاقتراض.
بالنسبة للبنوك: يقل اعتمادها على جذب الودائع بعوائد مرتفعة، فتزداد رغبتها في توظيف السيولة عبر القروض لتحقيق أرباح أكبر.
دروس من التجارب السابقة
بعد سلسلة خفض الفائدة في 2020 لمواجهة تداعيات جائحة كورونا، ارتفع معدل الإقراض خاصة في قطاع القطاع الصناعي والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
لكن مع عودة الفائدة للارتفاع لاحقًا بسبب التضخم، تباطأت حركة الإقراض من جديد، وظل معدل تشغيل القروض أقل من المتوسط العالمي.