لسنوات طويلة، عانت قرى ومناطق نائية في مصر من غياب خدمة الكهرباء أو ضعفها، ما أثر سلبًا على التعليم، والرعاية الصحية، والأنشطة الاقتصادية، لكن السنوات الأخيرة شهدت جهودًا حكومية ومجتمعية كبيرة لإيصال الكهرباء إلى هذه المناطق، لتبدأ ملامح حياة جديدة في التشكل.
رحلة الوصول إلى النور:
مع إطلاق مشروعات قومية لتطوير البنية التحتية، وضعت الدولة ملف الكهرباء في القرى النائية على رأس أولوياتها، خاصة في إطار مبادرة “حياة كريمة”.
تم مد شبكات كهرباء جديدة في عشرات القرى المحرومة.
استبدال أعمدة وأسلاك متهالكة لرفع كفاءة الخدمة.
إدخال تقنيات حديثة لتقليل الانقطاعات وتحسين الجهد.
تحديات ما بعد التوصيل:
رغم وصول الخدمة، ما زالت بعض المناطق تواجه مشكلات:
1. ضعف التيار في أوقات الذروة.
2. صعوبة سداد الفواتير لدى بعض الأسر الفقيرة.
3. الحاجة لصيانة دورية للشبكات في القرى البعيدة.
الطاقة المتجددة كحل مستدام
للتغلب على تحديات المناطق البعيدة عن الشبكة القومية، بدأت وزارة الكهرباء في تنفيذ مشروعات للطاقة الشمسية، خاصة في القرى الصحراوية. هذه المشروعات توفر مصدرًا مستدامًا للكهرباء، وتقلل من تكلفة التوصيل عبر الكابلات الطويلة.
الكهرباء لم تكن مجرد أسلاك وأعمدة في القرى النائية، بل كانت بداية تحول اجتماعي واقتصادي. ومع استمرار خطط التوسع والصيانة، تبدو هذه المناطق على أعتاب مرحلة جديدة من التنمية، حيث يصبح “النور” رمزًا لفرصة أفضل وحياة أكثر استقرارًا.
في إطار مبادرة “حياة كريمة”، انطلقت جهود واسعة لتوصيل الكهرباء إلى عشرات القرى النائية في مختلف أنحاء مصر، بما يعزز من حياة الأهالي ويطلق عجلة التنمية المحلية ابرزها
حجم التوسعات والاستثمارات:
المرحلة الأولى استهدفت 51 مركزًا بتكلفة تصل إلى 24 مليار جنيه لتوصيل الكهرباء وتحسين التغذية الكهربائية، ضمن نحو 150 مركزًا مستهدف في جميع المراحل بتكلفة إجمالية تصل إلى 66 مليار جنيه .
تغطية المرافق امتدت لتشمل نحو 8,000 قرية ضمن 150 مركزًا، ضمن خطة تمتد لـ6 سنوات .
المشروعات الجارية تشمل تطوير البنية التحتية في 411 قرية بمنطقة الصعيد (سوهاج، قنا، الأقصر، أسوان)، بخدمات تشمل تركيب آلاف الكيلومترات من الكابلات، ووحدات الربط، والعدادات والموزعات الكهربائية، لجميعهم ضمن تنفيذ تجاوز 95% من الأعمال .
مشروعات القليوبية شهدت الانتهاء من الكهرباء في 34 قرية بنسبة تنفيذ 100%، لخدمة نحو 559,136 نسمة.
. التحسن النوعي في الخدمات:
تم استبدال خطوط الجهد المتوسط الهوائية بكابلات أرضية في المناطق السكنية، لضمان الاستقرار والسلامة.
تم توفير مصدرين لتغذية الكهرباء لكل قرية، مما قلل فترات الانقطاع .
تركيب عدد كبير من الأكشاك، المحولات، العدادات مسبقة الدفع، وأعمدة الإنارة، كما في قرى مثل “السمطا بحري” التي استفادت من تركيب 500 عمود إنارة، و4 محولات، و6 أكشاك .