في إنجاز جديد يُضاف إلى سجل التقدم المحقق في المشروع النووي المصري، أعلنت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء عن الانتهاء من صب الخرسانة للمرحلة الثانية من المستوى الثاني لوعاء الاحتواء الداخلي بمبنى المفاعل في الوحدة النووية الثانية بمحطة الضبعة النووية، وذلك قبل الموعد المقرر ضمن الجدول الزمني للمشروع.
وأكدت الهيئة، في بيان صادر اليوم الثلاثاء، أن هذا الإنجاز تحقق بفضل العمل المتواصل على مدار الساعة من قِبل فرق العمل المصرية المتخصصة، بالتعاون مع المقاول العام الروسي شركة “أتوم ستروي إكسبورت”، مشيرةً إلى أن هذا التقدم يمثل دليلاً واضحاً على الالتزام الصارم بالجداول الزمنية والمعايير الفنية العالمية.
من جانبه، قال الدكتور شريف حلمي، رئيس مجلس إدارة الهيئة، إن مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية يسير بخطى ثابتة وواثقة، مشددًا على أن الإنجاز الجديد يُعدّ محطة مهمة في مسيرة المشروع النووي السلمي، ويعكس كفاءة التخطيط والتنفيذ، والجدية في بناء مستقبل مستدام يقوم على تنويع مصادر الطاقة في مصر.
وأضاف حلمي: “ما تحقق ليس مجرد إنجاز هندسي، بل هو تجسيد للإرادة الوطنية والعمل الجماعي، ويعزز من ثقة الدولة في مشروعها النووي الذي يُعد أحد أعمدة التنمية المستقبلية في قطاع الطاقة”.
وفي السياق ذاته، صرّح أليكسي كونونينكو، نائب رئيس شركة “أتوم ستروي إكسبورت” ومدير مشروع محطة الضبعة النووية، بأن الإنجاز تحقق قبل الموعد المحدد، مشيدًا بمستوى التعاون بين الجانبين المصري والروسي. وقال: “وصلنا إلى ارتفاع +20.150 مترًا للمستوى الثاني من وعاء الاحتواء الداخلي، ونتطلع لاستكمال المستوى الثالث والوصول إلى +29.150 مترًا بنهاية العام الجاري”.
وأوضح أن استخدام أحدث التقنيات والأساليب الهندسية، إلى جانب الكفاءة العالية للكوادر المشاركة، ساهم في تنفيذ الأعمال وفق أعلى معايير السلامة والجودة، مضيفًا أن محطة الضبعة ستكون من “أكثر المحطات النووية أمانًا في العالم”.
ويُعد مبنى وعاء الاحتواء الداخلي هيكلًا أسطوانيًا يحتوي على المفاعل النووي والمعدات الأساسية للدائرة الأولية، ويتكون المستوى الثاني الذي اكتملت أعماله من 12 شريحة خرسانية مسبقة الصنع، تم تصنيعها في موقع المشروع، ويبلغ طول كل منها 12 مترًا، بارتفاع 14 مترًا، ويتراوح وزنها بين 60 و90 طنًا. واستغرقت عملية صب الخرسانة 24 ساعة متواصلة، بمشاركة 4 رافعات و65 فردًا، وبحجم تجاوز ألف متر مكعب من الخرسانة.
ويُذكر أنه تم الانتهاء من صب المرحلة الأولى من هذا المستوى يوم السبت 19 أبريل 2025، ليُعلن اليوم اكتمال صب كامل المستوى الثاني لوعاء الاحتواء الداخلي في الوحدة النووية الثانية.
تجدر الإشارة إلى أن محطة الضبعة النووية، الواقعة بمدينة الضبعة بمحافظة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، تُعد أول محطة من نوعها في مصر، وتبعد نحو 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة. وتضم المحطة أربع وحدات نووية، بقدرة 1200 ميجاوات لكل وحدة، باستخدام مفاعلات VVER-1200 من الجيل الثالث المطور، وهي من أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا النووية، وتتمتع بسجل تشغيلي ناجح في روسيا وبيلاروسيا.
وبموجب الاتفاقية الموقعة في 11 ديسمبر 2017، يتولى الجانب الروسي تنفيذ المشروع بالكامل، بما يشمل توفير الوقود النووي طيلة عمر المحطة، وتقديم الدعم الفني والتدريب للكوادر المصرية خلال أول عشر سنوات من التشغيل، إضافة إلى بناء مرافق تخزين وتوفير حاويات للوقود النووي المستنفد.
