أعاد خبر عودة الإعلامي الساخر باسم يوسف إلى الواجهة مجددًا حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد غياب دام أكثر من 11 عامًا عن الشاشة المصرية منذ توقف برنامجه الأشهر الذي حقق صدى واسع في مصر والوطن العربي.
مصادر قريبة من المفاوضات كشفت أن باسم يوسف يجري حاليًا محادثات مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تمهيدًا لظهوره عبر شاشة قناة “أون”، لكن عودته هذه المرة لن تكون عبر برنامج مستقل كما اعتاد الجمهور، بل من خلال لقاء ثابت وفقرة خاصة مع الإعلامي أحمد سالم ضمن برنامجه “كلمة أخيرة”.
لماذا الآن؟
اختيار توقيت العودة لم يأتِ من فراغ؛ فباسم يوسف بات حاضرًا بشكل مؤثر في الإعلام الأمريكي، خاصة بعد ظهوره المتكرر للدفاع عن القضية الفلسطينية، مستفيدًا من إتقانه للغة الإنجليزية وقدرته على توصيل الرسالة بعمق لجمهور عالمي.
العودة المرتقبة طرحت تساؤلات واسعة:
هل سيستقبل المصريون باسم يوسف بنفس الحماس الذي رافق بداياته؟
أم أن مرور أكثر من عقد غيّر المعادلة وأعاد تشكيل ذائقة الجمهور؟
الخبر تصدر “الترند” سريعًا، بين مؤيدين ومعارضين:
فريق كبير من المتابعين اعتبر أن عودته “تاريخية” ووصفوه بـ”صوت مختلف” افتقدته الساحة الإعلامية.
آخرون أبدوا تشككهم من طبيعة ظهوره الجديد، مؤكدين أن تجربة باسم يوسف ارتبطت بجرأة غير مسبوقة قد يصعب تكرارها اليوم.
بينما ذهب البعض إلى أن “المناخ تغيّر”، وأن الجمهور نفسه أصبح أكثر انشغالًا بقضايا حياتية واقتصادية يومية قد تُضعف من تأثير أي محتوى ساخر.
“البرنامج”.. تجربة لا تُنسى
بدأت تجربة باسم يوسف في مارس 2011 عبر “يوتيوب”، حين أطلق أولى حلقات برنامجه من غرفة صغيرة وبإمكانات بسيطة، ليحقق خلال أسابيع معدودة أكثر من 5 ملايين مشاهدة.
وفي يونيو من العام نفسه، انتقل “البرنامج” إلى شاشة التليفزيون، قبل أن يوقّع عقدًا مع قناة CBC ويطلق أولى مواسمه الاحترافية.
على مدار 3 مواسم متتالية، أصبح “البرنامج” أيقونة للإعلام الساخر في المنطقة، محققًا نسب مشاهدة قياسية تخطت 40 مليون مشاهد أسبوعيًا.
اشتهر يوسف خلال تلك الفترة بانتقاداته اللاذعة وسخريته الحادة من الإخوان المسلمين أثناء فترة حكمهم، ما جعله في مواجهة مباشرة مع أنصار الجماعة، وزاد من جماهيريته بين قطاعات واسعة من المصريين الذين وجدوا في برنامجه مساحة للتنفيس عن الغضب السياسي.
لكن البرنامج لم يسلم من الجدل والانتقادات، خاصة مع سخريته من رموز سياسية وإعلامية بارزة لاحقًا، ما انتهى بتوقفه رسميًا في 2014، ليظل حتى اليوم علامة فارقة في المشهد الإعلامي المصري.
منذ توقف برنامجه، ظل باسم يوسف أيقونة للإعلام الساخر في المنطقة، ورمزًا لمرحلة مختلفة في المشهد الإعلامي المصري.
لذا فإن عودته حتى ولو عبر مساحة محدودة تظل حدثًا استثنائيًا قد يعيد رسم بعض ملامح التفاعل بين الإعلام والجمهور.
وفي انتظار الإعلان الرسمي، يبقى السؤال مطروحًا،
هل يعود “البرنامج” بروح جديدة.. أم أن الحنين للماضي سيكون أقوى من أي تجربة قادمة؟