يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ترسيخ صورته كـ”رئيس السلام”، بعد نجاحه في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، وهو الاتفاق الذي وصفته وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية بأنه محطة تاريخية في مسار الصراع الممتد في قطاع غزة.
اتفاق السلام يعيد ترامب إلى واجهة الترشيحات
الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية، تضمن وقفًا شاملًا لإطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى، وانسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من مناطق التماس، وقد اعتبره ترامب إنجازًا يتجاوز حدود غزة ليشمل “السلام في الشرق الأوسط”، بحسب تصريحاته لقناة فوكس نيوز.
في أعقاب الإعلان، نشر البيت الأبيض صورة لترامب تحمل عبارة “رئيس السلام”، في خطوة رمزية تعكس تطلعه إلى نيل جائزة نوبل للسلام لعام 2025. وقد تلقى دعمًا علنيًا من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الذي صرّح بأن ترامب “يستحق نوبل للسلام مقابل جهوده”.
ترشيحات دولية.. وطموح معلن
ترامب لم يُخفِ طموحه في الفوز بالجائزة، إذ كرر في أكثر من مناسبة أنه أنهى “سبع حروب غير مقبولة”، مشيرًا إلى دوره في حل نزاعات بين كمبوديا وتايلاند، والهند وباكستان، وإسرائيل وإيران. وقد رشحته حكومات باكستان، وكمبوديا، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسميًا لنيل الجائزة هذا العام.
لكن توقيت الاتفاق أثار جدلًا واسعًا، إذ كشفت مؤسسة نوبل أن اجتماع اللجنة النهائي سبق توقيع الاتفاق بيومين، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان ترامب قد تأخر في تقديم إنجازه ضمن الجدول الزمني الرسمي للجائزة.
جدل داخلي وخارجي حول الجدارة
في الداخل الأمريكي، يرى مؤيدو ترامب أن الاتفاق يعكس قدرته على إنهاء النزاعات بوسائل دبلوماسية، بينما يشكك خبراء في السياسة الخارجية في مدى تأثيره الحقيقي على الأرض، خاصة أن بعض بنود الاتفاق لا تزال قيد التفاوض، مثل آلية الانسحاب الإسرائيلي وجدول إطلاق الأسرى.
أما في إسرائيل، فقد أثار الاتفاق ارتباكًا سياسيًا وإعلاميًا، حيث اعتبره البعض “تنازلًا غير محسوبًا”، بينما رأى آخرون أن ترامب “باع إسرائيل مقابل نوبل”، في إشارة إلى رغبته في تحقيق إنجاز دولي يعزز فرصه في الفوز بالجائزة.
هل يحصل ترامب على نوبل؟
رغم الزخم الإعلامي والدعم السياسي، تشير تقارير إلى أن لجنة نوبل تميل إلى تكريم الجهود المستدامة والمؤسساتية، وليس الإنجازات الفردية المرتبطة بالضغوط السياسية أو التوقيت الانتخابي. ومع إعلان اسم الفائز بالجائزة خلال أيام، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يكافئ العالم ترامب على اتفاق غزة، أم أن “نوبل” ستظل حلمًا مؤجلًا؟