كشفت التحقيقات الجارية في قضية صانع المحتوى المعروف بلقب “بيتر تاتو” عن اكتشاف مقاطع فيديو على هاتفه المحمول تُظهر سيدات أثناء قيامه برسم وشم على أجسادهن، في إطار التحريات التي تجريها النيابة العامة بناءً على بلاغات مقدمة ضده.
وتتعلق الاتهامات بإساءة استخدام منصات التواصل الاجتماعي ونشر محتوى يُعتبر خادشًا للحياء ومحرضًا على “الفسق والفجور”، بالإضافة إلى إدارة منشأة بدون ترخيص.
وخلال التحقيقات، اعترف “بيتر تاتو” بتصوير السيدات أثناء رسم الوشم، مؤكدًا أن التصوير تم بموافقتهن وبدون إظهار وجوههن، وأن الهدف كان ترويجيًا لنشاطه التجاري في مجال الوشم.
ومع ذلك، اعتبرت الجهات المختصة أن هذه المقاطع تنتهك الآداب العامة وتتعارض مع القيم المجتمعية المصرية.
وقد أصدر أحمد وليد مجدي، وكيل النائب العام بمصر الجديدة، قرارًا بإخلاء سبيل المتهم بكفالة مالية قدرها 10 آلاف جنيه، مع مصادرة الفيديوهات الموجودة بحوزته، وذلك لحين استكمال التحقيقات في التهم الموجهة إليه.
بدأت القضية بتلقي مكتب النائب العام بلاغًا من محامٍ اتهم فيه “بيتر تاتو” بإساءة استخدام منصات التواصل الاجتماعي، ونشر محتوى يُحرض على هدم القيم الدينية والمجتمعية، ولا يتماشى مع الأخلاق العامة. وبناءً على البلاغ، أُجريت التحريات التي أدت إلى ضبط هاتفه المحمول واكتشاف المقاطع المثيرة للجدل.
تأتي هذه الواقعة في سياق تصاعد الرقابة على المحتوى الرقمي في مصر، حيث أفادت تقارير حديثة بأن منصة “تيك توك” قامت بحذف حوالي 2.9 مليون فيديو مخالف في مصر خلال الربع الأول من عام 2025، بنسبة إزالة استباقية بلغت 99.6%.
كما أمهلت السلطات المصرية المنصة ثلاثة أشهر لتحسين محتواها بما يتماشى مع القيم المحلية، وفقًا لتصريحات النائب أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات بمجلس النواب.
أثارت القضية نقاشًا واسعًا بين المصريين، حيث يرى البعض أن مثل هذه الإجراءات ضرورية لحماية الهوية الثقافية والمجتمعية، بينما يعتبرها آخرون قيدًا على حرية التعبير.
وتستمر التحقيقات لتحديد ما إذا كانت هذه الفيديوهات تنطوي على مخالفات قانونية إضافية، مع التأكيد على التزام السلطات بحماية القيم المجتمعية وضمان الاستخدام السليم لمنصات التواصل الاجتماعي.