في تطور سياسي وأمني بارز، كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدّم ضمانات شخصية تلزم إسرائيل بعدم استئناف القتال في قطاع غزة، وذلك في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ صباح الجمعة. هذه الضمانات، وفقًا لمسؤولين أمريكيين، كانت حاسمة في إقناع حركة حماس بالموافقة على الاتفاق، خاصة بعد خرق إسرائيل لوقف إطلاق النار السابق في مارس الماضي.
وأكد مسؤول أمريكي رفيع أن ترامب اعتبر الاتفاق “بالغ الأهمية”، وشارك شخصيًا في المفاوضات، حيث أجرى ثلاث محادثات مباشرة مع كبار ممثلي الوساطة في مصر وقطر لنقل تعهداته. وأضاف المسؤول: “الرئيس ترامب أراد إنهاء القتل، والتأكد من أن الجميع يفهمون أنه سيفرض السلوك المناسب.”
وتضمنت الضمانات الأمريكية تشكيل قوة دولية لمراقبة تنفيذ الاتفاق، بقيادة الولايات المتحدة، تضم 200 جندي وضابط أمريكي، إلى جانب عناصر من ثلاث دول عربية وإسلامية. ورغم أن هذه القوة لن تنتشر فعليًا داخل غزة، فإنها ستتولى مراقبة وقف إطلاق النار ومعالجة أي انتهاكات محتملة.
المبعوثان الأمريكيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر ناقشا تفاصيل هذه القوة مع قائد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، الأدميرال براد كوبر، خلال زيارتهما إلى مصر الأسبوع الماضي. ومن المقرر أن يلتقيا اليوم الجمعة برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار قادة الجيش الإسرائيلي، لمناقشة آلية الرقابة وخطط نشر “قوة الاستقرار الدولية” في المناطق التي ستنسحب منها إسرائيل.
وبحسب خطة ترامب، ستدخل قوات عربية وإسلامية إلى المناطق التي تخليها إسرائيل، في عملية يُتوقع أن تستغرق عدة أشهر، يليها تفكيك المنشآت العسكرية والأسلحة الثقيلة داخل القطاع. كما سيشرف المبعوثان الأمريكيان على تنفيذ انسحاب الجيش الإسرائيلي، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين، لضمان الالتزام الكامل ببنود الاتفاق.
الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ صباح الجمعة، ينص على انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى خطوط محددة داخل غزة خلال 24 ساعة، وإلزام حركة حماس بإطلاق سراح جميع الأسرى خلال 72 ساعة، على أن تكتمل العملية بحلول الاثنين المقبل.
وقد لعبت مصر دورًا محوريًا في التوصل إلى هذا الاتفاق، حيث استضافت مدينة شرم الشيخ الأسبوع الماضي جولات مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، بمشاركة وفدين من قطر والولايات المتحدة. وأسفرت هذه المفاوضات عن الموافقة على المرحلة الأولى من خطة ترامب لإنهاء الحرب، في خطوة وصفت بأنها تاريخية لحقن دماء الفلسطينيين، وإنهاء صراع دام لعامين.