في مؤشر واضح على تحسن السيولة داخل الجهاز المصرفي، شهد سوق الإنتربنك المحلي نشاطًا ملحوظًا خلال النصف الثاني من العام، حيث ارتفعت معدلات التداول بين البنوك، بعد فترة من التباطؤ النسبي خلال الشهور الأولى من العام.
هذا التحول يعكس تحسنًا في المناخ النقدي وثقة أكبر بين البنوك، في ظل استقرار سعر الصرف وزيادة التدفقات النقدية، إلى جانب السياسات التي يتبعها البنك المركزي المصري لتعزيز الانضباط النقدي وضبط السوق.
وفي سياق متصل قال مدير إدارة الخزانة في أحد البنوك الخاصة، إن الزيادة في حجم التداول داخل الإنتربنك مؤشر واضح على تحسن توزيع السيولة بين البنوك وعودة الثقة، خاصة مع استقرار سعر الصرف وتراجع الضغوط على العملات الأجنبية.”
وأوضح مسئول قطاع الخزانة في تصريحات خاصة لـ«المحروسة »، أن النشاط الملحوظ في سوق الإنتربنك يدل على تحسن المؤشرات الكلية للاقتصاد، خاصة بعد تحسن صافي الأصول الأجنبية في البنوك، ودخول تدفقات استثمارية جديدة ساهمت في تعزيز السيولة.
ما هو سوق الإنتربنك؟
سوق الإنتربنك هو سوق التعاملات اليومية بين البنوك المحلية، يتم من خلاله تبادل السيولة بالجنيه المصري أو العملات الأجنبية، ويُعد مرآة لحالة السيولة داخل القطاع المصرفي، ودرجة الثقة بين البنوك.
ويُعد نشاط هذا السوق من المؤشرات التي تراقبها المؤسسات المالية لتقييم استقرار الجهاز المصرفي.
ماذا حدث في النصف الثاني؟
أعلن البنك المركزي المصري أن سوق الإنتربنك شهد نشاطًا ملحوظًا خلال النصف الثاني من السنة المالية 2024/2025، حيث سجل ارتفاعًا بنسبة 14% مقارنة بالنصف الأول من العام نفسه، وذلك في ظل تقييد أوضاع السيولة، مما دفع البنوك إلى زيادة اعتمادها على سوق الإنتربنك لتغطية احتياجاتها من السيولة قصيرة الأجل.
وأوضح «المركزي» أن إجمالي أحجام التعاملات شهد ارتفاعًا، إلا أن المعاملات لليلة الواحدة لا تزال تستحوذ على النسبة الأكبر من نشاط السوق، وهو ما يعكس الدور المحوري لسوق الإنتربنك في تلبية احتياجات التمويل العاجل للبنوك
وعادت البنوك إلى الاعتماد بشكل أكبر على هذا السوق لتغطية احتياجاتها اليومية من السيولة قصيرة الأجل، ما يعكس مرونة أكبر في حركة النقد داخل الجهاز المصرفي.
أسباب الانتعاش في سوق الإنتربنك :
استقرار سعر الصرف وتراجع السوق الموازي
زيادة المعروض النقدي داخل البنوك بعد تدفقات استثمارية.
تدخلات البنك المركزي لضبط السيولة وتوفير أدوات تمويل قصيرة الأجل.
تحسن الثقة بين البنوك في تداول السيولة.
العلاقة بين الإنتربنك وسعر الفائدة:
ينشط سوق الإنتربنك بشكل ملحوظ قبيل اجتماعات لجنة السياسة النقدية، حيث تسعى بعض البنوك إلى تدوير السيولة والاستفادة من الفروق في أسعار الفائدة، بما يحقق لها أرباحًا قصيرة الأجل.
كما أن استقرار معدل الفائدة يساعد في ضبط حركة السيولة بين البنوك ويقلل من التذبذب في حجم التداول.
تحذيرات وتحديات:
رغم المؤشرات الإيجابية، يشير بعض الخبراء إلى أهمية عدم الاعتماد المفرط على الإنتربنك، مؤكدين ضرورة أن يكون نشاط هذا السوق انعكاسًا لتحسن حقيقي في النشاط الاقتصادي والإقراض، وليس مجرد وسيلة لسد فجوات السيولة.