فُجعت قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية صباح اليوم، بخبر وفاة الشابة آيات زغلول، آخر ضحايا الحادث المروّع الذي وقع في أواخر يونيو الماضي على الطريق الإقليمي، وأسفر عن مصرع 18 فتاة وسائق الميكروباص الذي كان يقلهن أثناء توجههن للعمل.
وبحسب مصادر طبية رسمية، لفظت آيات أنفاسها الأخيرة داخل غرفة العناية المركزة بمستشفى الجراحات المتخصصة بمدينة شبين الكوم، بعد أكثر من شهرين من المعاناة مع إصابات بالغة شملت نزيفًا داخليًا وكسورًا متعددة، دخلت على إثرها في غيبوبة شبه كاملة منذ وقوع الحادث.
تفاصيل الحادث المأساوي
في صباح يوم 27 يونيو الماضي، استقلّت مجموعة من فتيات القرية ميكروباصًا متجهًا إلى إحدى منشآت تعبئة وتغليف العنب بمدينة السادات، ضمن رحلة عمل موسمية اعتاد الأهالي تنظيمها سنويًا. لكن الرحلة تحوّلت إلى كارثة حين اصطدم الميكروباص بسيارة نقل ثقيل أمام قرية مؤنسة على الطريق الإقليمي، في حادث وصفه شهود العيان بأنه “مجزرة مرورية”، أسفر عن وفاة 19 شخصًا بينهم السائق، وإصابة ثلاث فتيات بإصابات خطيرة.
كانت آيات من بين المصابات، وقد نُقلت إلى المستشفى في حالة حرجة، لتبدأ رحلة علاج طويلة لم تفلح في إنقاذ حياتها، رغم محاولات الأطباء المستمرة.
ألم مضاعف وفقدان جماعي
آيات لم تكن مجرد ضحية أخرى، بل كانت تحمل في قلبها جراحًا مضاعفة، إذ فقدت في الحادث شقيقتيها واثنتين من بنات عمها، ما جعل الحادث يضرب أسرتها في عمقها، ويحوّل بيتهم إلى مأتم دائم طوال الأسابيع الماضية.
وقد سادت حالة من الحزن العميق بين أهالي القرية، وتجددت مشاعر الأسى مع إعلان وفاتها، حيث خرجت الجنازة في مشهد مهيب، وسط بكاء الأمهات وانهيار زميلاتها، اللاتي وصفنها بأنها كانت “الأمل الأخير” الذي تمسّكن به بعد الفاجعة.
دعوات للمحاسبة والتغيير
الحادث أعاد إلى الواجهة مطالبات شعبية بضرورة تشديد الرقابة على الطرق الإقليمية، وتوفير وسائل نقل آمنة للعمالة الموسمية، خاصة الفتيات، في ظل تكرار الحوادث المميتة على هذا الطريق الحيوي.