في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ القضاء الإسباني، أصدرت محكمة في البلاد، اليوم الأربعاء، أحكاماً بالسجن على خمسة أشخاص بعد إدانتهم بارتكاب إساءات عنصرية بحق النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور، مهاجم ريال مدريد، وذلك في أول حكم قضائي يقر رسمياً بأن الإهانات العنصرية في الملاعب تُعد “جرائم كراهية”.
وكشفت رابطة الدوري الإسباني “لا ليغا” عن هذا الحكم التاريخي في بيان رسمي، أكدت فيه أن القرار جاء ثمرة لجهودها المتواصلة في مكافحة العنصرية، حيث بادرت بتقديم الشكوى، وشاركت كجهة ادعاء خاصة، قبل أن ينضم إليها لاحقاً اللاعب نفسه، ونادي ريال مدريد، ومكتب المدعي العام الإسباني.
وجاء في البيان: “يعد هذا الحكم علامة فارقة غير مسبوقة في محاربة العنصرية بالملاعب الرياضية الإسبانية. الرسالة واضحة: لا مكان للتعصب في كرة القدم.”
ووفقاً للقانون الإسباني، نادراً ما تُنفذ أحكام بالسجن تقل عن عامين بحق المتهمين الذين لا يملكون سجلاً جنائياً سابقاً، ما يعني أن المدانين قد لا يقضون مدة الحكم فعلياً خلف القضبان، إلا أن الإدانة تظل سابقة قضائية مهمة ذات طابع رادع.
تعود القضية إلى يونيو من العام الماضي، حين أدين ثلاثة من مشجعي نادي فالنسيا بالسجن لمدة 8 أشهر، بسبب قيامهم بتوجيه إهانات عنصرية إلى فينيسيوس جونيور خلال إحدى مباريات الدوري، تضمنت هتافات وإيماءات تمييزية تشير إلى لون بشرته، ما أثار ردود فعل واسعة على المستويين الرياضي والسياسي داخل وخارج إسبانيا.
وشهدت السنوات الماضية تصاعداً في الحوادث العنصرية التي طالت فينيسيوس، ما دفعه إلى شن حملة إعلامية ودولية ضد العنصرية، محذراً من تطبيع السلوك العنصري في الملاعب الأوروبية، وهو ما زاد الضغط على السلطات الإسبانية لتشديد الرقابة واتخاذ إجراءات قانونية صارمة.