أكد وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، الدكتور بدر عبد العاطي، أن مصر تبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة، بالتنسيق مع الأشقاء في قطر والولايات المتحدة، للتوصل إلى وقف فوري للقتل الممنهج في قطاع غزة، والإفراج عن جميع الرهائن، وضمان النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية، إلى جانب تحقيق انسحاب إسرائيلي شامل من القطاع.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده وفد اللجنة الوزارية العربية المعنية بغزة، في العاصمة الأردنية عمان، اليوم الأحد، حيث شدد عبد العاطي على أن اللجنة تتحرك في مسارات متعددة بشأن القضية الفلسطينية، التي وصفها بأنها تمر بأدق وأحرج مرحلة في تاريخها الحديث.
وأدان الوزير بشدة الموقف الإسرائيلي المتمثل في منع دخول وفد اللجنة إلى مناطق السلطة الفلسطينية ورام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، معتبراً أن هذا التصرف يجسد الغطرسة الإسرائيلية والاستهانة بكافة مساعي السلام.
وفيما يتعلق بالوضع الإنساني، وصف عبد العاطي الأوضاع في غزة بـ”الكارثية”، مشيرًا إلى أن القطاع لم يشهد دخول أي شاحنة مساعدات إنسانية أو طبية منذ 80 يومًا، في انتهاك صارخ لأبسط مبادئ القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.
وعن جهود الاعتراف بدولة فلسطين، أكد عبد العاطي أن اللجنة الوزارية تبذل مساعي حثيثة مع الأصدقاء في فرنسا وعدد من الدول الأوروبية لتشجيعهم على اتخاذ خطوات ملموسة في هذا الاتجاه، معتبرًا أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين يمثل رسالة دعم معنوية وسياسية بالغة الأهمية للشعب الفلسطيني في هذه اللحظة الحرجة.
وأضاف الوزير أن اعتراف دول مثل فرنسا سيكون بمثابة بادرة أمل للفلسطينيين، تؤكد أن المجتمع الدولي لا يدير ظهره لمعاناتهم، بل يدعم تطلعاتهم نحو دولة مستقلة ذات سيادة.
وفي السياق ذاته، كشف عبد العاطي عن تحضيرات جارية لعقد “مؤتمر القاهرة الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة” فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مشددًا على أن الوضع في القطاع يتطلب تحركًا عاجلًا لتوفير الدعم اللازم وتمكين الفلسطينيين من البقاء على أرضهم، مع رفض قاطع لأي مخططات تهجير.
وأوضح أن المؤتمر يُجرى الإعداد له بالتعاون مع شركاء دوليين من ضمنهم الأمم المتحدة والبنك الدولي، وسيشمل مناقشات حول حوكمة قطاع غزة والترتيبات الأمنية، إلى جانب خطط للتعافي المبكر خلال الأشهر الأولى، تمهيدًا لبدء عملية إعادة الإعمار على مراحل.
وأكد أن مصر والأردن ترفضان تمامًا أي سيناريوهات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، وأنهما ستتصديان لها بكل قوة، دعمًا لحقوق الشعب الفلسطيني وصموده على أرضه.