في إطار حركة تنقلات وزارة الداخلية لعام 2025، التي هدفت إلى تعزيز الأداء الأمنى وتطوير القيادات، جاء تعيين اللواء أحمد الوتيدي النائب الأول لمدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، ليكون تتويجًا لمسيرة مهنية مميزة، حافلة بالنجاحات في العمل الجنائي والميداني، خاصة في ملف المباحث الجنائية والجرائم النوعية.
سيرة مهنية متدرجة ومشرفة
بدأ اللواء أحمد الوتيدي رحلته داخل جهاز الشرطة من العمل في الإدارة العامة لمباحث الجيزة، حيث لمع اسمه في ملف التحريات النوعية وتتبع العناصر الإجرامية شديدة الخطورة. وقد ترقى داخل قطاعات الأمن الجنائي، حتى تولّى مناصب قيادية منها مدير مباحث قطاع أكتوبر، ثم مدير مباحث قطاع جنوب الجيزة، وهي مناطق ذات طبيعة أمنية معقّدة، نجح فيها بتحقيق نتائج ميدانية ملموسة.
شغل لاحقًا منصب نائب مدير مباحث الجيزة، ثم نُقل إلى قطاع الأمن العام، ليشارك في إدارة ملفات كبرى على مستوى الجمهورية، منها قضايا تتعلق بالإرهاب، وضبط السلاح، والاتجار بالمخدرات، قبل أن يتم تصعيده في يوليو 2025 إلى منصب مدير مباحث الجيزة، خلفًا للواء محمد الشرقاوي.
خبرات في إدارة الجرائم الكبرى
عرف عن اللواء أحمد الوتيدي حسمه في مواجهة الجريمة، ودقته في إدارة التحقيقات، خاصة في ملفات القتل العمد، والسطو المسلح، وجرائم الاتجار بالبشر. كما عُرف عنه التزامه بآليات التحري القانوني، وحرصه على احترام الإجراءات والتنسيق المستمر مع النيابات المختصة، ما جعله من القيادات التي تحظى بثقة النيابة العامة والقيادات التنفيذية على السواء.
وأكدت مصادر مطلعة أنه قاد بنفسه عدة حملات مداهمة ناجحة ضد بؤر إجرامية في بولاق الدكرور، والوراق، وأطفيح، وكان له دورا كبيرا في إنهاء نشاط عدد من التشكيلات العصابية التي كانت تروّع المواطنين.
تولّي الملف الأمني بالعاصمة.. تحدٍ جديد
العاصمة المصرية هي القلب السياسي والإداري والثقافي للدولة، وتتطلب إدارة أمنية دقيقة وحذرة، في ظل الزخم السكاني والتنوع الاجتماعي وارتفاع معدلات الحركة اليومية. وتولي اللواء الوتيدي هذا المنصب الحساس يؤكد ثقة وزير الداخلية في قدرته على فرض الانضباط ومواجهة التحديات الأمنية المتسارعة في العاصمة.
ويُنتظر أن يواصل الوتيدي سياسة الردع الحاسم للجرائم، إلى جانب تطوير أدوات التحري والتحقيق، خاصة في الجرائم الإلكترونية والاقتصادية التي تشهد تزايدًا في محيط القاهرة الكبرى.
منهج في القيادة الأمنية
اللواء أحمد الوتيدي من القيادات التي تؤمن بمفهوم «الأمن المجتمعي»، وضرورة إشراك المواطنين في حماية أنفسهم وبيئتهم من خلال الوعي والتعاون مع رجال الشرطة. كما يُعرف عنه الحرص على تطوير ضباط الصف الثاني، وتشجيع الاعتماد على التقنيات الحديثة في كشف الجرائم، من خلال تفعيل دور كاميرات المراقبة، والتحليل الجنائي الرقمي، والدوريات المتحركة.
إشادة وثقة
أثار قرار تولّيه المنصب ارتياحًا في الأوساط الأمنية والمجتمعية، خاصة بين ضباط المباحث الشباب الذين يعتبرونه قدوة في الانضباط والالتزام والكفاءة، ويثنون على شخصيته المتزنة والعملية، وقدرته على حسم المواقف الميدانية دون تهور أو تردد.
مشهد أمني متغير
في مشهد أمني متغير، وتحت ضغط يومي من الأحداث والبلاغات والتحديات، يظهر اللواء أحمد الوتيدي كأحد الأسماء التي يمكن أن يُعوَّل عليها في إدارة ملف الأمن الجنائي في الجيزة، بحسم العارف، وهدوء الخبير، وإخلاص رجل الدولة.