مع اتساع رقعة الخدمات المصرفية وتنوع المنتجات التي تقدمها البنوك، أصبح اختيار نوع الحساب البنكي من القرارات المالية المهمة التي تواجه الأفراد. وبينما يتصدر الحساب الجاري وحساب التوفير قائمة الحسابات الأكثر شيوعًا، يظل الفارق بينهما غير واضح لدى كثير من العملاء.
الحساب الجاري.. وسيلة لإدارة التدفقات اليومية
يُعد الحساب الجاري الأداة المثالية للأشخاص الذين يحتاجون إلى إدارة معاملاتهم المالية بشكل يومي ومتكرر، فهو يتيح الإيداع والسحب في أي وقت دون قيود، كما يمكن ربطه بدفتر شيكات أو بطاقة خصم مباشر، الأمر الذي يجعله الخيار الأول لأصحاب الأعمال والتجار والأفراد الذين يجرون تحويلات أو مدفوعات متواصلة.
لكن رغم هذه المزايا، يفتقر الحساب الجاري إلى ميزة تحقيق العائد، حيث لا يمنح أي فائدة أو يقدم نسبة منخفضة للغاية، لأنه مخصص لإدارة التدفقات النقدية أكثر من كونه وسيلة للادخار.
حساب التوفير.. ادخار آمن بعائد دوري
في المقابل، يُعتبر حساب التوفير الخيار الأمثل للأفراد الذين يسعون إلى تنمية مدخراتهم بشكل آمن. فهو يمنح العميل فائدة دورية تُحسب شهريًا أو ربع سنويًا حسب سياسات البنك، مع احتفاظه بمرونة السحب والإيداع في أي وقت.
ويُفضل هذا النوع من الحسابات للأشخاص الذين لا يحتاجون إلى حركة مالية يومية كبيرة، بل يركزون على استثمار مدخراتهم بشكل منتظم ومستقر.
حسابان يكملان بعضهما
يرى خبراء مصرفيون أن الحساب الجاري وحساب التوفير يؤديان وظائف مختلفة يكمل كل منهما الآخر. فالحساب الجاري مناسب لإدارة الأنشطة التجارية والمدفوعات المتكررة بفضل مرونته، بينما حساب التوفير يوفر أداة مضمونة للادخار وتحقيق عائد ثابت.
ولهذا غالبًا ما يجمع العملاء بين الحسابين: الأول للمعاملات اليومية، والثاني كرصيد احتياطي يعزز من قدرتهم على مواجهة أي التزامات طارئة مع الاستفادة من العائد البنكي.
الفارق الأساسي.. العائد والمرونة
الخلاصة أن الفارق الجوهري بين الحسابين يتمثل في نقطتين أساسيتين:
العائد: الحساب الجاري لا يمنح فائدة أو يمنح نسبة ضئيلة جدًا، في حين أن حساب التوفير يمنح عائدًا متدرجًا حسب الرصيد وسياسات البنك.
المرونة: الحساب الجاري أنسب للمدفوعات اليومية والتعاملات التجارية، بينما حساب التوفير أكثر ملاءمة للمدخرات طويلة الأجل مع إمكانية السحب عند الحاجة.
وبين هذا وذاك، يظل القرار النهائي مرهونًا باحتياجات العميل وأهدافه المالية، وهو ما يجعل وعي الأفراد بهذه الفروق عنصرًا أساسيًا في تحقيق إدارة مالية أكثر فاعلية.