قال المخرج خالد يوسف، في منشور عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، إن من حق الإنسان أن يخطئ لأنه بشر، لكن من واجبه أن يعتذر، ومن فضائل الحياة أن نتحلى بالتسامح ونغفر لمن يخطئ، إذا أردنا أن نحيا حياة محتملة.
وأكد يوسف أن ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي من هجوم قاسٍ على من يخطئ، يعكس تحوّلًا خطيرًا في سلوك المجتمع، حيث أصبح البعض “جزارين بسكاكين تلمة”، ينهالون طعنًا على كل من يخطئ، وكأنهم ملائكة لا تخطئ.
وأشار إلى أن كثيرًا ممن يهاجمون الآخرين يخفون خلف شاشاتهم أمراضهم النفسية وإحباطاتهم، ويمارسون التنمر دون أن يدفعوا ثمنًا، معتبرين أنفسهم معصومين من الخطأ، بينما لو كانت كلماتهم موجهة لمسؤول أو نظام سياسي، لصمتوا خوفًا من العقاب.
وأوضح أن مها الصغير قد أخطأت بالفعل، ولا مجال للمواربة في ذلك، لكنها اعتذرت وشرحت ظروفها النفسية المؤلمة، ليس لتبرير ما فعلته، بل لتفسيره. وأضاف أن ما قامت به لا يندرج تحت النصب أو الاحتيال، بل هو تعبير عن أزمة هوية وضغط نفسي شديد، دفعها إلى ما وصفته أستاذة علم النفس براءة جاسم بـ”تعويض الهوية”.
وشدد يوسف على أن مها لم تنسب اللوحات لنفسها من أجل المال أو المجد، بل لإشباع فراغ داخلي، وأنها بحاجة إلى من يحتويها لا من يجهز عليها، مؤكدًا أن الاعتراف بالخطأ لا يُسقط قيمة التسامح، بل يعززها.
وتابع: “هل أصبحنا محترفين في هدم الإنسان بدلًا من تقويمه؟ البعض ممن يهاجمونها قد نسبوا لأنفسهم يومًا بيت شعر أو مقولة لم يكتبوها، لكنهم لم يُفضحوا لأن الفرصة لم تُتح”.
وعن الفنانة شيرين عبد الوهاب، قال يوسف إنها فنانة استثنائية تحتاج إلى دعم نفسي من جمهورها ومحبيها، لا إلى جلد وهجوم. وأضاف: “شيرين سترت صورة مصر الفنية في زمن الجفاف، وهي أهم مطربة في الـ25 سنة الأخيرة، ولا نملك غيرها”.
واختتم منشوره بدعوة إلى الرحمة والرفق، قائلًا: “كونوا رحماء يرحمكم الله.. فكما تدين تدان، وغدًا قد نكون نحن في موضع الشماتة والسخرية”.