في زمن السرعة والتحول الرقمي، لم يعد العميل مضطراً للذهاب إلى فرع البنك والانتظار في طوابير طويلة من أجل شراء شهادة ادخار أو الاستفسار عن العوائد. اليوم، بضغطة زر على الهاتف المحمول أو من خلال تطبيق البنك الإلكتروني، يمكن للعميل أن يفتح شهادة استثمارية خلال دقائق معدودة وهو جالس في منزله أو مكتبه، هذا التحول الرقمي لم يغير فقط شكل المعاملات المصرفية، بل منح العملاء حرية وسهولة أكبر في إدارة مدخراتهم، وفتح الباب أمام جيل جديد من الخدمات البنكية.
كيف تفتح شهادة أون لاين؟
الخطوات تكاد تكون متشابهة بين معظم البنوك المصرية:
1. تسجيل الدخول على تطبيق البنك أو خدمة الإنترنت البنكي.
2. اختيار “الودائع والشهادات” أو “المنتجات الادخارية”.
3. تحديد نوع الشهادة (مدتها – عائدها – طريقة صرف العائد).
4. تأكيد العملية وإدخال كلمة المرور.
5. استلام إشعار فوري بفتح الشهادة.
بهذه البساطة، يصبح لدى العميل شهادة ادخار مسجلة باسمه، دون الحاجة لأي أوراق إضافية.
البنوك تتسابق على رقمنة الخدمات
وفقاً لتصريحات مصدر مسئول بالبنوك، فإن التحول نحو الخدمات الرقمية لم يعد خياراً بل ضرورة موضحا أن مسؤول بالبنك الأهلي المصري: “نسبة كبيرة من العملاء حالياً يفتحون الشهادات والودائع من خلال التطبيق الإلكتروني، وهذا يخفف الضغط على الفروع ويوفر تجربة أسرع وأكثر أماناً.
وأوضح أن فتح شهادة ادخار لم يعد رحلة إلى البنك بل أصبح نقرة على شاشة الهاتف، مشيرا إلى أنه مع ذلك، يبقى التحدي في نشر الوعي لدى العملاء بكيفية استخدام التكنولوجيا بشكل آمن، ليجمعوا بين الراحة والأمان، وليصبح الادخار أون لاين هو العنوان الجديد لعصر الخدمات البنكية الذكية.
في بنك مصر، تشير البيانات إلى أن أكثر من 40% من معاملات الشهادات الجديدة تمت عبر القنوات الرقمية خلال النصف الأول من العام. بينما أطلق بنك القاهرة وبنوك خاصة أخرى عروضاً خاصة بالشهادات الرقمية لجذب المزيد من العملاء الشباب.
الجانب الأمني.. هل هناك مخاوف؟
رغم المزايا، يبقى الهاجس الأمني أحد أهم الأسئلة. يوضح الخبير المصرفي ماجد فهمي أن البنوك تعتمد أنظمة تشفير متقدمة وكلمات مرور ديناميكية (OTP) لتأمين العمليات. موضحا أن المخاطرة تكاد تكون معدومة إذا التزم العميل بإجراءات الحماية مثل عدم مشاركة بياناته مع أي طرف.
العملاء بين الراحة والحنين للفروع
أضاف أنه رغم الانتشار الواسع للخدمات الرقمية، ما زال هناك قطاع من العملاء يفضل الذهاب إلى الفروع.
أشار إلى أن مستقبل الشهادات في مصر يسير بخطوات ثابتة نحو الرقمنة الكاملة. فمع توسع البنوك في الخدمات الإلكترونية وإطلاق منصات رقمية متطورة، قد يأتي اليوم الذي يصبح فيه التعامل الورقي استثناءً نادراً.