كشف محمود بزان، رئيس المجلس التصديري للصناعات الغذائية، أن صادرات القطاع سجلت إنجازاً غير مسبوق خلال الشهور الثمانية الأولى من عام 2025، بعدما تجاوزت حاجز 4.6 مليار دولار للمرة الأولى في تاريخ الصناعات الغذائية، مقارنة بنحو 4.2 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2024، بزيادة بلغت 368 مليون دولار ونسبة نمو وصلت إلى 9 في المائة.
الصناعات الغذائية ركيزة للاقتصاد
وأوضح بزان أن الصناعات الغذائية تواصل ترسيخ مكانتها كأحد القطاعات الرئيسية الداعمة للاقتصاد المصري، حيث تمثل نحو 14 في المائة من إجمالي الصادرات غير البترولية، محتلة بذلك المركز الثالث بين أهم القطاعات التصديرية.
الأسواق المستوردة للمنتجات المصرية
واحتلت الدول العربية المرتبة الأولى في قائمة الأسواق المستوردة بقيمة 2.198 مليار دولار، وهو ما يعادل 48 في المائة من إجمالي الصادرات، وجاء الاتحاد الأوروبي في المرتبة الثانية بإجمالي 962 مليون دولار محققاً نمواً بنسبة 8 في المائة، تلاه السوق الإفريقي غير العربي بقيمة 345 مليون دولار بنسبة نمو بلغت 3 في المائة.
أما الولايات المتحدة فقد حققت طفرة لافتة بزيادة 38 في المائة لتصل قيمة وارداتها إلى 304 ملايين دولار، فيما استحوذت باقي الأسواق العالمية على 798 مليون دولار بزيادة نسبتها 36 في المائة.
تطور الأداء الشهري
وعلى صعيد الأداء الشهري، سجلت الصادرات 529 مليون دولار في يناير بزيادة 11 في المائة، بينما شهد شهرا فبراير ومارس تراجعاً طفيفاً. واستعادت الصادرات قوتها في أبريل لتصل إلى 631 مليون دولار محققة نمواً قدره 18 في المائة، ثم واصلت الاتجاه الصعودي خلال مايو ويونيو ويوليو، حتى وصلت في أغسطس إلى 580 مليون دولار بنسبة نمو بلغت 16 في المائة.
وبهذا ارتفع إجمالي الصادرات خلال الأشهر الثمانية الأولى إلى 4.607 مليار دولار، وهو أعلى مستوى تحققه الصناعات الغذائية في هذه الفترة عبر تاريخها.
الدول الأكثر استيراداً
وتصدرت السعودية قائمة الدول الأكثر استيراداً بقيمة 356 مليون دولار، تلتها الولايات المتحدة بقيمة 304 ملايين دولار، ثم السودان الذي استورد منتجات غذائية مصرية بقيمة 241 مليون دولار، وجاءت ليبيا رابعاً بـ204 ملايين دولار، بينما تقدمت الأردن إلى المركز الخامس مسجلة 186 مليون دولار، كما برزت لبنان بنمو غير مسبوق بلغ 81 في المائة، إلى جانب الولايات المتحدة والصين وألمانيا وإيطاليا كأكثر الأسواق تحقيقاً للزيادة في قيمة الواردات من المنتجات المصرية.
السلع الأعلى تصديراً
أما على مستوى السلع، فقد جاءت الفراولة المجمدة في الصدارة بصادرات بلغت 571 مليون دولار محققة نمواً هائلاً بنسبة 78 في المائة، تلتها مركزات الكولا بقيمة 404 ملايين دولار، ثم زيوت الطعام التي سجلت 285 مليون دولار.
في المقابل تراجعت صادرات السكر إلى 256 مليون دولار بانخفاض نسبته 12 في المائة، كما انخفضت صادرات الدقيق ومنتجات المطاحن بنسبة 39 في المائة، وعلى الجانب الآخر شهدت منتجات عديدة نمواً ملحوظاً مثل محضرات الحبوب التي ارتفعت بنسبة 37 في المائة، والأغذية المخصصة للحيوان التي حققت نمواً بنسبة 50 في المائة، إلى جانب الشيكولاتة والبطاطس المجمدة والخلطات الغذائية، بينما تراجعت صادرات العصائر والزيتون المخلل وبعض المحضرات الغذائية الأخرى.
دلالات النمو التاريخي
وأكد بزان أن هذه النتائج تعكس قوة الصناعات الغذائية المصرية وقدرتها على المنافسة عالمياً، مشيراً إلى أن المجلس التصديري يواصل العمل على تعزيز تواجد المنتجات المصرية في الأسواق الاستراتيجية، بما يتماشى مع خطة الدولة الطموحة لزيادة الصادرات ودعم الاقتصاد الوطني.