رئيس مجلس الادارة : محمود حسبو

رئيس التحرير : أحمد سالم

الرئيس التنفيذى و العضو المنتدب : أميرة نوار

الرئيس التنفيذى : أميرة نوار

رئيس مجلس الادارة : محمود حسبو

رئيس التحرير : أحمد سالم

الرئيس التنفيذى و العضو المنتدب : أميرة نوار

الرئيس التنفيذى : أميرة نوار

في الوقت الذي تتسابق فيه دول العالم المتقدم نحو تبني السيارات الكهربائية كخيار رئيسي للتنقل، لا تزال مصر تخطو خطواتها الأولى في هذا المسار، فالمشهد يبدو واعدًا من حيث الإمكانات، سوق ضخم يتجاوز عدد سكانه 105 ملايين نسمة، احتياجات متزايدة لوسائل نقل اقتصادية وصديقة للبيئة، ودعم حكومي معلن لمشروعات الطاقة النظيفة.

لكن بين الطموح والواقع، تقف “فاتورة التكاليف” كأهم سؤال يطرحه المستهلك المصري.. هل السيارة الكهربائية أوفر من البنزين حقًا؟ أم أن الحديث عن التوفير مجرد وهم اقتصادي لم يحن وقته بعد؟

في هذا التقرير نرصد الجدوى الاقتصادية للسيارات الكهربائية في السوق المصري، مستندين إلى أرقام، مقارنات، وشهادات خبراء ومستهلكين، لنفكك معًا هذه المعادلة المعقدة بين “الحلم البيئي” و”حسابات الجيب”.

سوق السيارات الكهربائية في مصر.. لمحة سريعة

منذ خمس سنوات فقط، لم يكن المصريون يسمعون عن السيارات الكهربائية إلا في الأخبار أو عبر مقاطع فيديو على الإنترنت، لكن المشهد تغير تدريجيًا مع دخول بعض الموديلات الصينية إلى السوق مثل “BYD E6″، وطرح سيارات أوروبية وأمريكية مستعملة عبر الاستيراد الشخصي.
ورغم أن عدد السيارات الكهربائية المرخصة حتى الآن لا يزال محدودًا “تقدره بعض التقارير بعدة آلاف فقط”، فإن الاهتمام يتزايد، مدفوعًا بارتفاع أسعار الوقود عالميًا ومحليًا، بجانب موجة الوعي المتنامي حول البيئة.

الحكومة المصرية أيضًا أعلنت خططًا لتوطين صناعة السيارات الكهربائية، سواء عبر المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أو مدينة السادات، في شراكة مع مستثمرين صينيين وكوريين. لكن الطريق ما زال طويلًا حتى يتحول الحلم إلى واقع ملموس.

تكلفة الشراء.. الفجوة السعرية بين البنزين والكهرباء

أول ما يصطدم به المستهلك المصري عند التفكير في شراء سيارة كهربائية هو السعر.
سيارات البنزين متاحة بأسعار تبدأ من 500 ألف جنيه لفئات اقتصادية (2025)، بينما لا تقل أسعار السيارات الكهربائية الجديدة عن 800 ألف – مليون جنيه في أغلب الأحيان.
حتى السيارات المستعملة المستوردة (مثل بعض موديلات “تسلا” أو “نيسان ليف”) تباع بأسعار مرتفعة مقارنة بنظيراتها البنزين، نتيجة تكلفة الاستيراد وغياب الإنتاج المحلي.

هذه الفجوة الكبيرة تجعل “القرار” صعبًا بالنسبة لطبقة متوسطة تبحث عن وسيلة اقتصادية. فحتى لو كان التشغيل أوفر، يبقى “حاجز الشراء” الأول هو العقبة.

تكاليف التشغيل.. الكهرباء أرخص أم البنزين؟
المعادلة الأكثر جذبًا لملاك السيارات الكهربائية هي تكلفة التشغيل.
لتشغيل سيارة كهربائية بالكامل، قد يحتاج صاحبها إلى شحن البطارية بتكلفة تتراوح بين 60 و120 جنيهًا للشحنة الكاملة (حسب سعة البطارية وسعر الكيلووات ساعة).
في المقابل، السيارة البنزين المماثلة قد تستهلك وقودًا بما قيمته 600 – 800 جنيه لقطع نفس المسافة (400 كم مثلًا).

هنا تبدو الكفة واضحة.. الكهرباء أرخص بكثير من البنزين.
لكن الصورة لا تكتمل إلا إذا حسبنا عناصر أخرى مثل:
وفرة محطات الشحن وسهولة الوصول إليها.
الوقت المستغرق في الشحن (من 40 دقيقة إلى 8 ساعات).
احتمال ارتفاع أسعار الكهرباء مستقبلًا مع إعادة هيكلة الدعم.

الصيانة والعُمر الافتراضي للبطاريات

من مزايا السيارات الكهربائية أن صيانتها أبسط من سيارات البنزين، لعدم وجود محرك معقد أو زيت يحتاج إلى تغيير دوري. لكن تبقى البطارية هي “بيت القصيد”.
عمر البطارية يتراوح بين 8 – 10 سنوات في المتوسط.
تكلفة استبدال البطارية قد تصل إلى 40% من سعر السيارة، ما يجعلها كابوسًا محتملاً للمستهلك.
حتى الآن لا يوجد في مصر سوق قوي لإعادة تدوير البطاريات أو صيانتها محليًا، مما يزيد من تكلفة الإصلاح.

سوق إعادة البيع.. هل يخسر مالك السيارة الكهربائية؟
سوق إعادة بيع السيارات الكهربائية في مصر ما زال ضعيفًا.
الوعي العام محدود، مما يقلل من حجم الطلب.
خوف المستهلك من “البطارية المستعملة” يضغط على الأسعار.
التجار يفضلون سيارات البنزين لسرعة دورانها في السوق.
بالتالي، قد يخسر مالك السيارة الكهربائية نسبة أكبر عند إعادة بيعها مقارنة بالبنزين.

التحديات الاقتصادية أمام المستهلك المصري

هناك عدة عوائق اقتصادية تجعل القرار صعبًا:
سعر الشراء المرتفع.
قلة محطات الشحن (معظمها في القاهرة الكبرى والطرق السريعة).
غياب الحوافز القوية مثلما هو الحال في أوروبا (إعفاءات ضريبية، دعم مباشر من الدولة).
عدم ثقة المستهلك في الجديد، خاصة مع غياب تجارب واسعة حوله.

التجارب الواقعية: قصص ملاك السيارات الكهربائية

بعض الملاك يروون أن السيارة الكهربائية وفرت لهم الكثير من النفقات الشهرية، إذ انخفضت تكلفة التشغيل إلى عُشر ما كانوا يدفعونه في البنزين.
في المقابل، يشكو آخرون من صعوبة السفر لمسافات طويلة لعدم توافر محطات شحن كافية، بجانب القلق من تراجع قيمة السيارة عند إعادة البيع.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version