شهدت محكمة جنايات الإسكندرية، اليوم السبت، ثالث جلسات محاكمة المتهم نصر الدين أ.، المعروف إعلاميًا بـ”سفاح المعمورة”، حيث ظهر لأول مرة داخل قاعة المحكمة مرتديًا “تيشيرت” رمادي نصف كم.
وخلال الجلسة، أعلنت هيئة الدفاع برئاسة المحامي الدكتور أميران عثمان انسحابها رسميًا من القضية رقم 9046 لسنة 2025، المنظورة أمام الدائرة الأولى بمحكمة جنايات الإسكندرية.
وقد تقدم المحامي بمذكرة تنحٍ عن استكمال مهمة الدفاع، مبررًا قراره بحدوث “تحولات جذرية في قناعته المهنية”، عقب صدور تقرير الطب العقلي من مستشفى العباسية، والذي أثبت سلامة القوى العقلية للمتهم.
وأوضح عثمان في مذكرته أنه تولى الدفاع منذ بدء القضية في فبراير 2025، بناءً على قناعة شخصية بأن المتهم يعاني اضطرابًا نفسيًا، وتحمل في سبيل ذلك انتقادات شديدة من المجتمع والزملاء، إلا أنه استمر انطلاقًا من التزامه المهني. وأضاف أن ظهور التقرير النفسي الذي نفى إصابة المتهم بأي خلل عقلي، نسف الأساس الذي بُني عليه دفاعه، وأن الاستمرار دون قناعة حقيقية يُعد إخلالًا بأمانة الدفاع.
وأكد أن قراره بالانسحاب لا يمثل تخلِّيًا عن المسؤولية، بل يأتي التزامًا بمبدأ أصيل من مبادئ المحاماة، وهو أن الدفاع عن المتهم يجب أن يُبنى على اقتناع داخلي راسخ، وأن الضمير المهني هو الفيصل في قرار الاستمرار أو التنحي.
وفي سياق متصل، كشف محامي الضحية الثانية في القضية عن تفاصيل جديدة بعد تسلُّم تقرير مستشفى العباسية، والذي أكد أن المتهم لا يعاني من أي اضطرابات عقلية أو نفسية، وأنه يتمتع بقدرة عالية على المراوغة والكذب عند مناقشة تفاصيل جرائمه.
وبيّن المحامي أن المتهم غادر مستشفى العباسية وعاد إلى محبسه يوم 16 يونيو الجاري، بعدما أوضحت اللجنة الثلاثية المكلّفة بفحصه أنه لا توجد مبررات لتمديد فترة احتجازه الطبي. وأكد التقرير أن المتهم لم يتناول أي أدوية نفسية خلال فترة إقامته بالمستشفى، التي استمرت نحو 19 يومًا.
وأضاف أن التقرير أثبت إدراك المتهم التام لأفعاله ونتائجها، وأنه يُميّز بين الصواب والخطأ، وأن نسبة ذكائه تبلغ 97%، ما يدل على امتلاكه لعقلية واعية ومدركة وقت ارتكاب الجرائم.