اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، حكومة بنيامين نتنياهو بشن “حرب بلا غاية” على قطاع غزة، واصفًا إياها بأنها “حرب سياسية خاصة” تقودها “عصابة إجرامية” تسببت في كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وفي مقال رأي نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، أكد أولمرت أن العمليات العسكرية الإسرائيلية الجارية في غزة تفتقر إلى الأهداف الواضحة والتخطيط السليم، ولا تملك فرصًا واقعية للنجاح، مشددًا على أن إسرائيل لم تخض من قبل حربًا بهذه الصورة.
وأضاف أن هذه الحرب “لا ترتبط بأي أهداف مشروعة”، بل تخدم أغراضًا سياسية لحكومة نتنياهو، والتي وصفها بأنها “الأخطر” في تاريخ الدولة، متهمًا إياها بتحويل غزة إلى “منطقة كوارث إنسانية”.
ورغم رفضه التهم الدولية الموجهة لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب، أقر أولمرت بسقوط عدد كبير من المدنيين الأبرياء في غزة، معتبرًا أن ذلك لا يمكن تبريره وأنه وقع نتيجة لـ”حرب شرسة” اتسمت بالتهور والعدوانية المفرطة.
وأشار إلى أن استمرار الحرب بعد بداية عام 2024 جاء بلا مبرر أو هدف سياسي واضح، لافتًا إلى أن الحكومة فشلت في تقديم رؤية مستقبلية لغزة والمنطقة.
وانتقد أولمرت أداء الجيش الإسرائيلي، مؤكدًا أن سلوك وحداته الميدانية اتسم بالعدوانية المفرطة دون أوامر واضحة من القيادة، لكنه شدد على أن السياسات التي تقود هذا النهج تُعد “سياسة حكومية خبيثة وغير مسؤولة”، مضيفًا: “نعم، إسرائيل ترتكب جرائم حرب”.
وفي سياق حديثه عن الأزمة الإنسانية في غزة، أقر أولمرت بأن الحكومة الإسرائيلية تعمدت حرمان السكان من الغذاء والدواء واحتياجات المعيشة الأساسية، مؤكدًا أن ذلك كان ضمن “سياسة واضحة” أعلنت عنها بعض الشخصيات الحكومية علنًا.
واختتم أولمرت مقاله بتوجيه انتقادات لاذعة لحكومة نتنياهو، معتبرًا إياها “العدو الداخلي الحقيقي”، قائلاً إن الأضرار التي ألحقتها بإسرائيل تفوق ما فعله أي عدو خارجي سابق، في إشارة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش.