لم يعد الاستثمار في البورصة المصرية حكرًا على قاعات التداول أو الوسطاء التقليديين، فقد فتحت التكنولوجيا المالية (FinTech) الباب أمام شريحة واسعة من المصريين لخوض تجربة الاستثمار بسهولة وسرعة غير مسبوقة.
تطبيقات التداول عبر الهاتف المحمول، المنصات الإلكترونية، وأنظمة الدفع الرقمية حولت عملية شراء وبيع الأسهم إلى تجربة لا تختلف كثيرًا عن التسوق عبر الإنترنت، ما جعل السوق أكثر جاذبية للأجيال الشابة والمستثمرين المبتدئين.
التكنولوجيا المالية.. تعريف ودور
التكنولوجيا المالية هي استخدام الأدوات الرقمية والتقنيات المبتكرة لتقديم خدمات مالية بشكل أسرع وأرخص وأكثر كفاءة.
في مجال البورصة، تشمل هذه الأدوات، تطبيقات التداول عبر الموبايل، المحافظ الإلكترونية لتمويل الحسابات الاستثمارية، أنظمة التحليل الفني والمالي عبر الذكاء الاصطناعي، التدريب الافتراضي ومحاكاة التداول قبل الدخول الفعلي للسوق.
التحول في سلوك المستثمرين:
قبل خمس سنوات فقط، كان فتح حساب تداول يحتاج إلى زيارة مكتب وسيط مالي، توقيع أوراق ورقية، وانتظار أيام حتى تفعيل الحساب.
اليوم، يمكن للمستثمر الجديد فتح حساب خلال دقائق من هاتفه، والتحويل الفوري من محفظته الإلكترونية أو حسابه البنكي، ثم بدء التداول مباشرة.
أرقام من السوق المصري:
وفقًا لبيانات البورصة المصرية، ارتفع عدد الأكواد الجديدة للمستثمرين الأفراد بنسبة 35% في عام 2024، ويُرجع الخبراء ذلك جزئيًا لانتشار تطبيقات التداول.
أكثر من 60% من هذه الأكواد الجديدة تخص مستثمرين تحت سن الأربعين.
التكنولوجيا المالية ساعدت على خفض الحواجز أمام الدخول للسوق، فبدلًا من أن يكون التداول حكرًا على فئة معينة، أصبح متاحًا لأي شخص لديه هاتف ذكي وحساب بنكي.
التحديات التي تواجه التكنولوجيا المالية في البورصة
1. ضعف الثقافة الاستثمارية: دخول مستثمرين جدد دون وعي كافٍ قد يؤدي إلى خسائر.
2. الأمن السيبراني: الحاجة لحماية بيانات المستثمرين والمعاملات من الهجمات الإلكترونية.
3. التقلبات السريعة: سهولة التداول قد تدفع البعض لاتخاذ قرارات متسرعة.
قصص نجاح
أحد الأمثلة البارزة هو تجربة “شركة مصر للتداول الرقمي” التي أطلقت تطبيقًا يتيح فتح الحساب والتداول بحد أدنى 100 جنيه فقط، ما شجع آلاف الشباب على دخول السوق لأول مرة، مع توفير مقاطع فيديو تعليمية داخل التطبيق.
مستقبل البورصة في قبضة التكنولوجيا
التكنولوجيا المالية ليست مجرد أداة جديدة، بل هي تحول استراتيجي في طريقة عمل سوق المال المصري. ومع استمرار تطوير البنية التحتية الرقمية وزيادة الوعي الاستثماري، من المتوقع أن تصبح هذه التطبيقات والمنصات المحرك الأساسي لنمو قاعدة المستثمرين في البورصة خلال السنوات المقبلة.
