فى أخر لقاء تليفزيوني قبل رحيله، كشف الملحن الراحل محمد رحيم عن موقف مؤثر حدث أثناء تسجيل أغنية “ميشبهنيش” للنجم الكبير محمد منير، حيث قال: «لأول مرة أروي هذا الموقف، حيث تناقشنا مع الكينج محمد منير في أغنية قلب ميشبهنيش، وتأثر وبكى خلال تسجيل أحد المقاطع».
وأضاف،رحيم خلال لقائه مع الكاتب الصحفي محمد العسيري في بودكاست «كلام في الفن»، المذاع عبر قناة «الوثائقية»، فى آخر ظهور: «الملك محمد منير فنان حساس للغاية، ينهي حفلاته وقد يجلس يبكي ويتأثر في البيت طوال الليل، فهو رقيق وحساس كالفراشة».
ولفت الملحن الراحل إلى أنه «خلال تسجيل أغنية ميشبهنيش، وقف محمد منير أمام الميكروفون، وعندما وصل إلى مقطع (ميقوليش أصدق كتير مني وأجرا كتير مني وياما صدقته وياما كتير مصدقنيش)، بكى بشدة، وكنت دائمًا أستخلص المادة التي تحمل هذا الإحساس من كل المطربين الذين عملت معهم، وأنتقي منها ما يناسب كل مطرب».
يذكر أن محمد رحيم كان ملحنًا مصريًا بارزًا، استطاع من خلال موهبته وإبداعه أن يترك بصمة كبيرة في عالم الموسيقى العربية.
قدّم “رحيم”، العديد من الألحان التي لاقت إعجاب الجمهور والنقاد، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من التراث الموسيقي العربي.
ووُلد في القاهرة، ونشأ في بيئة محبة للفن والموسيقى، وبدأ شغفه بالموسيقى في سن مبكرة، حيث كان يستمع إلى الأغاني القديمة ويحاول تقليدها على الآلات الموسيقية التي كانت متاحة له.
وانطلق في مسيرته الفنية بعد دراسته للموسيقى بشكل أكاديمي، مما ساعده في صقل موهبته وتطوير قدراته.
وبدأ “رحيم” مسيرته في عالم التلحين مع بعض الأغاني البسيطة، لكنه سرعان ما لفت الأنظار بموهبته الفذة، وتعاون مع العديد من الفنانين الكبار في الوطن العربي، وقدم ألحانًا مميزة أثرت في مسيرتهم الفنية.
من بين أبرز الفنانين الذين تعاون معهم: محمد منير، عمرو دياب، شيرين عبد الوهاب، وأصالة نصري.
أهم أعماله: أغنية “ميشبهنيش” – محمد منير: تُعتبر من أبرز أعماله، وقد تميزت بموسيقاها العاطفية والكلمات المؤثرة، أغنية “أنا مش أناني” – شيرين عبد الوهاب: جمعت بين الرومانسية واللحن العذب، مما جعلها من الأغاني المحبوبة لدى الجمهور، أغنية “حلم بعيد” – عمرو دياب: لحن يجمع بين الحداثة والأصالة، وأثبت رحيم من خلاله قدرته على تقديم موسيقى تلائم كل الأجيال، “مستحيل” – أصالة نصري: أغنية عاطفية أخرى تعكس مشاعر الحب والفراق، وأظهر رحيم في لحنها حساسية كبيرة تجاه الكلمات.
حصل محمد رحيم، على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته الفنية تقديرًا لمساهماته البارزة في الموسيقى، ولم يكن مجرد ملحن، بل كان فنانًا يحمل رسالة فنية ويطمح دائمًا إلى تقديم الأفضل.
رحل “رحيم” عن عالمنا، لكن ترك خلفه إرثًا موسيقيًا غنيًا سيظل يتذكره الجميع، وإبداعه وموسيقاه ستظل تلهم الأجيال القادمة، وتبقى ألحانه تعبيرًا صادقًا عن الحب والجمال، ويبقى واحدًا من أعظم الملحنين في تاريخ الموسيقى العربية، بفضل موهبته وإبداعه، تمكن من التأثير على قلوب الملايين بألحانه الخالدة.
