رئيس مجلس الادارة : محمود حسبو

رئيس التحرير : أحمد سالم

الرئيس التنفيذى و العضو المنتدب : أميرة نوار

الرئيس التنفيذى : أميرة نوار

رئيس مجلس الادارة : محمود حسبو

رئيس التحرير : أحمد سالم

الرئيس التنفيذى و العضو المنتدب : أميرة نوار

الرئيس التنفيذى : أميرة نوار

أعلن وزير الدفاع البريطاني جون هيلي عن خطة طموحة لتعزيز القدرات السيبرانية للمملكة المتحدة من خلال استثمار يتجاوز مليار جنيه إسترليني (حوالي 1.34 مليار دولار) في تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي متطورة وفرق هجومية متخصصة في القرصنة الرقمية.

تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية دفاعية جديدة تهدف إلى مواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة من دول معادية، وفي مقدمتها روسيا، التي وصفها هيلي بأنها تستخدم “لوحة المفاتيح كسلاح حرب” في الصراعات الحديثة.

 

قيادة سيبرانية وكهرومغناطيسية جديدة

ستقود هذه المبادرة قيادة سيبرانية وكهرومغناطيسية جديدة، ستعمل على تنسيق العمليات الهجومية والدفاعية في الفضاء الرقمي. وتشمل الخطة استثمارًا إضافيًا بقيمة مليار جنيه إسترليني في تطوير “شبكة قتل” مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وهي نظام متطور يربط الأسلحة العسكرية عبر الجيش البريطاني، سلاح الجو الملكي، والبحرية الملكية.

يهدف هذا النظام إلى تسريع عملية اتخاذ القرار في ساحات المعركة من خلال ربط أجهزة الاستشعار على السفن أو في الفضاء بأنظمة هجومية مثل طائرات “إف-35″، الطائرات بدون طيار، أو العمليات السيبرانية الهجومية.

 

وأوضح هيلي، خلال زيارته لمقر وزارة الدفاع في كورشام، وهو المركز الرئيسي للعمليات السيبرانية البريطانية، أن هذه القيادة ستضع “معايير جديدة” في الدفاع الوطني. وأشار إلى أن الجيش البريطاني يواجه هجمات إلكترونية يومية، حيث سجلت وزارة الدفاع حوالي 90 ألف هجوم سيبراني خلال العامين الماضيين، أي ضعف العدد المسجل في عام 2023، معظمها يُعتقد أنها صادرة عن دول مثل روسيا والصين.

 

تصعيد القدرات الهجومية السيبرانية

في تصريحاته، أكد هيلي أن القيادة الجديدة ستمنح القوات المسلحة البريطانية صلاحيات موسعة لشن هجمات سيبرانية هجومية ضد أهداف في دول معادية، مثل روسيا والصين. وأشار إلى أن هذه الخطوة تمثل تحولًا استراتيجيًا في نهج المملكة المتحدة تجاه الحرب الحديثة، حيث أصبحت التكنولوجيا الرقمية عنصرًا أساسيًا في الصراعات العالمية. وقال: “لقد أدركنا من خلال الحرب في أوكرانيا أن النجاح في الصراعات المستقبلية لن يعتمد فقط على التجهيزات التقليدية، بل على القدرة على الابتكار والترابط الرقمي.”

 

وأضاف أن القيادة السيبرانية ستعمل على تعزيز التنسيق بين القوات المسلحة ووكالة الاستخبارات والأمن والإنترنت (GCHQ)، مع الاستفادة من خبرات القوة السيبرانية الوطنية التي أُسست سابقًا كمشروع مشترك بين الجيش وGCHQ. وستشمل المهام الهجومية إضعاف أنظمة القيادة والسيطرة للعدو، تشويش الإشارات على الطائرات بدون طيار أو الصواريخ، واعتراض اتصالات الخصوم.

 

مواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة

تأتي هذه الخطة في أعقاب تحذيرات متكررة من مسؤولين بريطانيين بشأن تصاعد التهديدات السيبرانية من روسيا. وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذر ريتشارد هورن، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأمن السيبراني، من أن عدد الهجمات السيبرانية ذات الأهمية الوطنية التي تستهدف المملكة المتحدة تضاعف خلال الأشهر الستة الماضية. وأشار إلى أن روسيا تستخدم تكتيكات مثل استهداف البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك شبكات الكهرباء، والتي يمكن أن تتسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن ملايين الأشخاص.

 

كما أشارت تقارير إلى أن قراصنة مرتبطين بروسيا، تنكروا في هيئة صحفيين، استهدفوا موظفي وزارة الدفاع البريطانية في عمليات تجسس إلكتروني تم رصدها وإحباطها. ويُعتقد أن وحدة 29155 الروسية، المعروفة بتورطها في هجمات مثل تسميم العميل الروسي السابق في سالزبري عام 2018، تقف وراء العديد من هذه العمليات.

 

دروس من الحرب في أوكرانيا

استلهمت بريطانيا الكثير من استراتيجيتها الجديدة من الحرب في أوكرانيا، حيث أثبتت التكنولوجيا الرقمية والحرب الكهرومغناطيسية فعاليتها في إحباط التقدم الروسي. وأشار هيلي إلى أن قدرة القوات الأوكرانية على تحديد مواقع العدو بسرعة ومهاجمته عبر أنظمة متصلة كانت عاملاً حاسمًا في مقاومة الغزو الروسي. وأوضح أن “شبكة القتل” الجديدة ستتيح للقوات البريطانية تبادل المعلومات الحيوية بسرعة أكبر، مما يسمح بالرد على التهديدات في الوقت الفعلي وبدقة عالية.

 

تحديات الأمن السيبراني

تأتي هذه الاستثمارات في وقت حذرت فيه لجنة الحسابات العامة في مجلس العموم من أن أنظمة الكمبيوتر الحكومية القديمة تشكل نقطة ضعف كبيرة أمام الهجمات السيبرانية. وأشارت دراسة اللجنة إلى أن أكثر من ربع أنظمة تكنولوجيا المعلومات في القطاع العام تستخدم تكنولوجيا قديمة، مما يجعلها عرضة للاختراق. وأكدت الحاجة إلى استقطاب خبراء ذوي مهارات متقدمة لسد الفجوة بين التهديدات السيبرانية المتزايدة وقدرات الحكومة الحالية.

 

ولمواجهة هذا التحدي، أعلنت وزارة الدفاع عن توسيع برنامج Cyber Direct Entry، الذي يسمح بتوظيف متخصصين في الأمن السيبراني مباشرة في أدوار عسكرية دون الحاجة إلى التدريب التقليدي. ويهدف هذا البرنامج إلى جذب أفضل المواهب الرقمية لتعزيز القدرات الدفاعية والهجومية للجيش.

 

تأثير اقتصادي وأمني

تؤكد وزارة الدفاع أن هذه الاستثمارات لن تعزز الأمن الوطني فحسب، بل ستدعم أيضًا الاستقرار الاقتصادي من خلال خلق فرص عمل جديدة في قطاع التكنولوجيا الدفاعية. وتشير التقديرات إلى أن الاستثمار في الصناعات الدفاعية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والأنظمة السيبرانية، يسهم في دعم الاقتصاد البريطاني، حيث يذهب 68% من الإنفاق الدفاعي إلى شركات خارج لندن وجنوب شرق إنجلترا.

 

خاتمة

تمثل هذه المبادرة تحولًا استراتيجيًا في نهج المملكة المتحدة تجاه الأمن القومي، مع التركيز على التكنولوجيا المتقدمة والابتكار الرقمي لمواجهة التهديدات الحديثة. ومع تصاعد التوترات الجيوسياسية، خاصة مع روسيا، تسعى بريطانيا إلى تعزيز مكانتها كقوة رائدة في الحرب السيبرانية، مع ضمان حماية بنيتها التحتية الحيوية ومصالحها الوطنية. ومن المتوقع أن تظهر تفاصيل إضافية حول هذه الخطة في مراجعة الدفاع الاستراتيجية التي ستنشر يوم الإثنين المقبل

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version