على الرغم من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تفاصيل البدء في إنشاء القبة الذهبية التي يحلم بامتلاكها وإمكانية تنفيذها والانتهاء منها خلال فترة رئاسته، إلا أنه في الواقع يبدو أن الأمور لن تسير بتلك البساطة.
وخلال أسبوعه الأول من منصبه، وقع ترامب أمرًا بإنشاء نظام الحماية الأمريكي، وأعطى مهلة 60 يومًا للجيش لتقديم توصياته بشأن الشكل العام لنظام القبة الذهبية المنتظر.
خيار ترامب
وبلور الجيش الأمريكي خلال تلك المدة، 3 خيارات ليختار بينها ترامب، وفقًا لما نشرته رويترز، التي تُسمى خيارات “جولديلوكس”، وتتنوع بين متوسط أو عالٍ أو عالٍ جدًا، كل خيار منها يحمل جدولًا زمنيًا وسعرًا خاصًا به.
ويبدو أن ترامب اختار بالفعل أحد تلك الخيارات، إذ كشف اليوم الأربعاء عن تفاصيل تكلفة مشروع القبة الذهبية المنتظر وموعد الانتهاء منه، التي ستبلغ 175 مليار دولار، ومن المفترض أن تعمل بنهاية ولايته، وستكون صناعة أمريكية بالكامل.
تقديرات مختلفة
ولكن مكتب الميزانية في الكونجرس الأمريكي، وفقًا لمجلة نيوزويك، كشف عن مبلغ أكبر بكثير مما أفصح عنه الرئيس الأمريكي، وأشاروا إلى أن تكلفة العناصر الفضائية لمبادرة القبة الذهبية ستصل 542 مليار دولار على مدى العقدين المقبلين.
وتبين أن نظام القبة الذهبية الذي اختاره ترامب، عبارة عن شبكة دفاعية متعددة الطبقات قادرة على اعتراض الصواريخ خلال أي من المراحل الأربع الرئيسية للهجوم، سواء مرحلة ما قبل إطلاق الصاروخ، أو مرحلة الدفع أوخلال الطيران أو خلال الهبوط النهائي.
البنية التحتية
وتشمل القبة الذهبية المقترحة مزيجًا من الأنظمة الأرضية وتوسعًا وصفه الخبراء بغير المسبوق في الأصول الفضائية الأمريكية، بما في ذلك عدد كبير من الأقمار الصناعية، وإدخال أنظمة اعتراض فضائية، ستكون سابقة في البنية التحتية الدفاعية الأمريكية.
ولكن حتى الآن لا تزال عملية الاختيار وتصميم النظام الناتج عنها سريين إلى حد كبير، ولم ينشر شيء عنهما، ومن المرجح أن يواجه البرنامج عقبات مالية كبيرة، وفق دراسة البنتاجون، وتدرس حاليًا طلب ترامب الأوليّ بمبلغ 25 مليار دولار لتمويل البرنامج.
سد الفجوة
وتهدف القبة الذهبية إلى سد الفجوة الحالية بين الجيش الأمريكي ونظيريه الروسي والصيني، اللذين يتفوقون عليه في التقنيات الصاروخية المتطورة والمتقدمة عن الدفاعات الأمريكية، ويمتلكان بالفعل أنظمة فضائية هجومية قادرة على تعطيل أو تدمير الأقمار الصناعية الأمريكية.
وفي مقابل ذلك التفوق، تنشر الولايات المتحدة حول العالم بطاريات صواريخ باتريوت المتطورة وشبكة عالمية من رصد الصواريخ، لكن برنامج القبة الذهبية، إذا تم تنفيذه سيمثل قفزة تكنولوجية واستراتيجية كبرى للولايات المتحدة.