قال تحالف أسطول الحرية إن الجيش الإسرائيلي صعد على متن السفينة “مادلين” المتجهة إلى غزة، بعد محاصرتها وقطع الاتصالات وبث أصوات مزعجة، واعتقال كل من كان على متن السفينة التي تهدف إلى كسر الحصار عن القطاع المنكوب.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أكدت أنه سيتم القبض على جميع الناشطين المؤيدين للفلسطينيين واقتيادهم إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، فور دخول السفينة المياه الإقليمية للقطاع.
وتعتبر إسرائيل جميع المتواجدين على متن السفينة مناهضين للسامية، وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانًا، بحسب القناة الـ12 الإسرائيلية، زعمت فيه أن الحصار البحري المفروض على غزة منذ 7 أكتوبر قانوني، وبموجبه لا يُسمح لأي سفن بدخول المنطقة.
وكانت السفينة “مادلين” قد أبحرت من ميناء صقلية في السادس من يونيو الجاري، واتجهت ببطء نحو قطاع غزة المحاصر من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وبحسب صحيفة “الجارديان”، ترفع السفينة العلم البريطاني ويديرها تحالف “أسطول الحرية” المؤيد للإنسانية.
ووصفت الخارجية الإسرائيلية إعلان النشطاء بأنهم يريدون تقديم مساعدات إنسانية إلى غزة بأنه مجرد “خدعة إعلامية”، زاعمة أنهم جاءوا فقط لالتقاط صور “سيلفي”، ومؤكدة أنه يجب توجيه المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر آليات مشروعة، وأن ما تفعله سفينة “مادلين” من اختراق للحصار يقوّض الجهود الإنسانية.
وبحسب إذاعة جيش الاحتلال، عن مصدر عسكري، حاصرت وحدة “شايطيت 13” البحرية السفينة “مادلين”، في الوقت الذي رفض فيه النشطاء على متنها الاستسلام، حيث قام المتواجدون عليها، وعددهم 11 شخصًا، بإطلاق صافرات الإنذار وتجهيز سترات النجاة.
ويأتي الهدف من تلك السفينة تسليط الضوء على الحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية، التي يحتاجها أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني يعانون من مجاعة؛ بسبب استخدام إسرائيل للمساعدات كسلاح في الحرب، خاصة بعد تشديد الحصار والخناق على القطاع منذ خرق الاحتلال للهدنة في مارس.
وفي الوقت ذاته، أكد مصدر أمني لصحيفة “معاريف” أن البحرية الإسرائيلية لن تواجه أي مشكلة في الصعود إلى السفينة، كونها عبارة عن مركب شراعي صغير ومنخفض الارتفاع، مزود بمحرك مساعد صغير، ويبحر ببطء، وبمجرد دخوله إلى مياه غزة لن يواجهوا أي مشكلة في الصعود إليه.
من جانبه، أكد تحالف “أسطول الحرية” انقطاع الاتصالات وبث أصوات مزعجة عبر الراديو على متن السفينة “مادلين”، إلى جانب قيام الاحتلال بنشر طائرات بدون طيار تحلق بكثافة فوق السفينة، وألقت مواد سائلة بيضاء على المتواجدين بداخلها.
وبحسب الناشطة “جريتا ثونبرج”، التي انضمت إلى فريق “مادلين”، فإنهم يريدون في المقام الأول تحدي الحصار الإسرائيلي غير القانوني وجرائم الحرب المتصاعدة في غزة، وتحمل السفينة كمية رمزية من المساعدات، منها الأرز وحليب الأطفال، وعلى متنها 11 شخصًا، بينهم عضو البرلمان الأوروبي “ريما حسن”.
