يتساءل كثير من المسلمين عن الحكم الشرعي إذا وافق يوم الجمعة يوم العيد، وهل يجوز لمن صلى العيد أن يترخص في ترك الجمعة؟ وما الواجب عليه في هذه الحالة؟
وفي هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أن الأصل أن تقام صلاة الجمعة في المساجد كالمعتاد، ويُستحب للمكلف أن يؤدي الصلاتين معًا: صلاة العيد في جماعة في وقتها، ثم صلاة الجمعة في وقتها كذلك، لما في ذلك من كمال الأجر والثواب، ما لم يكن هناك عذر شرعي يمنعه من أداء الصلاتين.
وأضافت الدار أن من صلى العيد في جماعة، جاز له الأخذ بالرخصة وترك صلاة الجمعة، تقليدًا لبعض أقوال الفقهاء، على أن يصلي الظهر بدلًا عنها، ولا حرج عليه ولا إثم، ولا يُنكر على من أخذ بهذا القول. أما من لم يُصلِّ العيد في جماعة، فلا تسقط عنه الجمعة بأي حال، ويظل مطالبًا بأدائها مع جماعة المسلمين.
فرضية الجمعة ومنزلتها
وأكدت دار الإفتاء على عِظم مكانة صلاة الجمعة في الإسلام، فهي فريضة على كل مسلم مكلف، لا يجوز التخلف عنها إلا لعذر شرعي كالسفر أو المرض. واستشهدت بقول الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ [الجمعة: 9].
كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تشديده على حضور الجمعة، وبيانه أن تركها دون عذر يؤدي إلى ختم الله على قلب العبد وجعله من الغافلين.
آراء الفقهاء في مسألة اجتماع العيد والجمعة
أشارت الإفتاء إلى أن المسألة محل خلاف فقهي معتبر، فذهب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية إلى أن الجمعة لا تسقط بصلاة العيد، ولا يجوز تركها إلا بعذر.
في المقابل، أجاز الحنابلة وبعض المالكية والشافعية ترك الجمعة لمن صلى العيد، خاصة إذا كان من سكان البوادي أو المناطق البعيدة، مع اشتراط أن يصلي الظهر بدلاً عنها.
واستند هؤلاء إلى ما فعله الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما رخّص لأهل العوالي في ترك الجمعة بعد أن صلوا العيد.
اختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن المسألة واسعة لا يُنكر فيها الخلاف، فمن شاء أن يحضر الجمعة فهو على خير، ومن صلى العيد وأراد أن يترخص في ترك الجمعة له ذلك بشرط أن يصلي الظهر، ولا يُلام من أقام الجمعة ولا يُنكر على من تركها بالرخصة، مع الحث على عدم إثارة الفتنة في الأمور الخلافية التي وسع فيها سلف الأمة.
مَن صلَّى العيد، فله الرخصة في ترك الجمعة، بشرط أن يصلي الظهر. ومن لم يُصلِّ العيد، فالجمعة في حقه باقية لا تسقط. والجمعة تُقام في المساجد كالمعتاد، وهذا هو الأصل والأحوط.