في تحول جديد داخل القطاع المصرفي المصري، أعلنت عدة بنوك كبرى عن خفض عمولة تدبير العملة الأجنبية على معاملات البطاقات الائتمانية الدولية من 5% إلى 3%، في خطوة جاءت استجابة مباشرة لتعليمات البنك المركزي المصري الهادفة إلى تسهيل إجراءات استخدام البطاقات خارج البلاد.
البنوك المشاركة في الخفض:
وشملت قائمة البنوك التي سارعت إلى تطبيق القرار كلًا من البنك الأهلي المصري وبنك مصر والبنك التجاري الدولي (CIB)، إلى جانب مصرف أبوظبي الإسلامي – مصر، الذي أعلن عن مزايا إضافية غير مسبوقة، أبرزها منح العملاء كاش باك بنسبة 100% على عمولة المعاملات الدولية، مع إلغاء عمولة التدبير نهائيًا، وهو ما يخفض التكلفة الفعلية لاستخدام البطاقات إلى الصفر تقريبًا في المعاملات الخارجية.
خلفية القرار وتعديلات المركزي
البنك المركزي المصري كان قد أجرى مؤخرًا تعديلات جوهرية على قواعد استخدام البطاقات خارج البلاد، حيث ألغى شرط إثبات التواجد بالخارج (مثل ختم جواز السفر أو مستندات السفر)، مع الاكتفاء بإخطار البنك قبل المغادرة.
كما أبقى على حق البنوك في متابعة أنماط الاستخدام والتأكد من أن المعاملات الدولية تتم أثناء وجود العميل فعليًا خارج مصر، منعًا لإساءة الاستخدام أو المضاربة على العملات الأجنبية.
تأثير القرار على المستهلكين:
من المتوقع أن ينعكس القرار إيجابيًا على المسافرين بغرض السياحة أو العمل أو الدراسة بالخارج، إذ سيؤدي خفض العمولة إلى تقليل تكلفة المشتريات والسحب النقدي من البطاقات بنسبة ملحوظة. فمثلًا، في معاملة قيمتها 1,000 دولار، كانت العمولة السابقة (5%) تساوي 50 دولارًا، أما الآن فتبلغ 30 دولارًا فقط — ومع عروض الكاش باك في بعض البنوك، قد تنخفض إلى صفر.
البعد الاقتصادي والقطاع المصرفي
كشف مصدر مسئول أن هذه الخطوة ستزيد من تنافسية البنوك في السوق، خاصة مع اتجاه بعضها لتقديم عروض إضافية لجذب العملاء، مثل زيادة حدود الاستخدام الدولية أو توفير مزايا مرتبطة بالسفر. كما يتوقع أن يسهم القرار في زيادة معدلات إنفاق المصريين بالخارج عبر القنوات الرسمية، بدلًا من الاعتماد على النقد الأجنبي من السوق الموازية.
نحو شمول مالي أكبر
وأوضح المصدر في تصريحات صحفية أن التوجه يأتي في إطار استراتيجية أوسع للقطاع المصرفي لزيادة الاعتماد على وسائل الدفع الإلكترونية وتوسيع الشمول المالي، بما يتماشى مع خطط الدولة للتحول الرقمي وتقليل الاعتماد على النقد الورقي في المعاملات.
وبحسب المصدر، من المتوقع أن تتبنى بنوك أخرى نفس النهج خلال الفترة المقبلة، مع احتمالية تقديم عروض موسمية للمسافرين في مواسم الذروة مثل الصيف والحج وأعياد الميلاد.