في اليوم الـ68 من استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الهجمات أسفرت عن استشهاد 79 فلسطينيًا وإصابة 211 آخرين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، فيما لا تزال فرق الإسعاف والدفاع المدني عاجزة عن الوصول إلى العديد من الضحايا العالقين تحت الأنقاض وفي الطرقات.
وبذلك، ترتفع حصيلة ضحايا الحرب المتواصلة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 53,901 شهيد و122,593 مصاب، في وقت تتواصل فيه الغارات على مختلف مناطق القطاع، بما في ذلك رفح وخان يونس جنوبًا، وغزة ومخيم النصيرات وسط القطاع.
مأساة إنسانية جديدة: مجزرة بحق عائلة الطبيبة آلاء النجار
في مجزرة مروعة، فقدت الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار تسعة من أبنائها، إثر غارة استهدفت منزل العائلة في منطقة قيزان النجار بخان يونس، بينما كانت تؤدي واجبها المهني في مستشفى ناصر بالمدينة ذاتها. وأسفرت الغارة عن إصابة زوجها وطفلها الوحيد الناجي من المجزرة.
واعتبرت حكومة غزة هذه الجريمة “جريمة حرب مكتملة الأركان”، مشددة على أن الاستهداف جاء دون أي مبرر، سوى ما وصفته بـ”هواية القتل لدى جيش الاحتلال”، كما ورد في بيانها.
من جانبها، قالت حركة “حماس” إن الجريمة تعكس “سادية الاحتلال وروح الانتقام التي تقود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”، مؤكدة أن استهداف الطواقم الطبية وعائلاتهم يندرج ضمن سياسة ممنهجة لإرهاب العاملين في المجال الإنساني.
المنظومة الصحية في مهب النيران
يستمر الاستهداف الإسرائيلي للمرافق الصحية، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن مستشفى غزة الأوروبي ومحيطه تعرضا لقصف كثيف خلال الأيام الماضية، ما حال دون إجلاء الطواقم الطبية المحاصرة داخله. ووجهت الوزارة نداءً عاجلًا إلى الجهات الدولية لتوفير الحماية للطواقم الصحية والمنشآت الطبية.
وتأتي هذه التطورات في ظل تحذير جديد من منظمة الصحة العالمية، أكدت فيه أن 94% من مستشفيات القطاع باتت خارجة عن الخدمة نتيجة القصف الإسرائيلي، وسط انهيار شبه كامل للنظام الصحي.
أزمة إنسانية متفاقمة وسط حصار خانق
في سياق متصل، أكدت حكومة غزة أن إسرائيل تواصل إغلاق المعابر لليوم الـ84 على التوالي، ما يعطل إدخال المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والبضائع. وكشفت أن أكثر من 90% من المخابز في القطاع توقفت عن العمل، في ظل سياسة “هندسة التجويع” التي تمارسها إسرائيل، بحسب وصفها.
وفيما روّجت إسرائيل خلال الأيام الماضية أنها سمحت بدخول مساعدات، أوضحت الحكومة أن ما دخل فعليًا لا يتجاوز 100 شاحنة، أي أقل من 1% من الاحتياجات الفعلية.
وأسفر هذا الوضع عن وفاة 58 شخصًا بسبب سوء التغذية، و242 آخرين نتيجة نقص الغذاء والدواء، معظمهم من كبار السن، إلى جانب وفاة 26 مريضًا بالكلى، فضلًا عن تسجيل أكثر من 300 حالة إجهاض بسبب سوء التغذية لدى النساء الحوامل.
دعم أمريكي وصمت دولي
اتهمت حكومة غزة إسرائيل بممارسة “إبادة جماعية” ضد سكان القطاع، مؤكدة أن هذه الحرب الدامية تجري بدعم أمريكي غير محدود، وتحت أنظار المجتمع الدولي الذي يقف عاجزًا عن وقف نزيف الدم الفلسطيني المستمر منذ أكثر من ثمانية أشهر.
