في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من ألعاب القمار الرقمية في مصر والعالم العربي، لكن واحدة من أكثر الألعاب التي حظيت بشهرة وانتشارًا بين الشباب هي لعبة الباكرات، ورغم أن هذه اللعبة قديمة في الكازينوهات التقليدية، فإن صعود الإنترنت وانتشار منصات القمار عبر الإنترنت جعلها أكثر انتشارًا وسهولة في الوصول، حتى أصبحت تُعرف كـ”ترند جديد” بين محبي المقامرة والألعاب الإلكترونية.
لكن قبل الانجراف خلف هذا الترند، من المهم أن نتعرّف على لعبة الباكارات، وطريقة لعبها، ولماذا أصبحت من أكثر الألعاب إثارة للجدل، خاصة مع ارتباطها المباشر بعالم لعب الباكارات عبر الإنترنت وكونها إحدى صور لعبة قمار واضحة.
ما هي لعبة الباكارات؟
لعبة الباكارات هي لعبة ورق (كوتشينة) شهيرة، تعتمد على المقارنة بين يدين: يد اللاعب ويد الموزّع (أو “البنك”)، الهدف من اللعبة هو أن تكون اليد الفائزة هي الأقرب إلى الرقم 9، الباكارات تشبه إلى حد ما ألعاب مثل البلاك جاك من حيث الشكل، لكن قواعدها أبسط وأسرع، ما يجعلها جذابة لمن يبحث عن المكسب السريع.
في النسخة الكلاسيكية من الباكارات، هناك ثلاث نتائج محتملة لكل جولة:
- فوز اللاعب
- فوز الموزع (البنك)
- تعادل
اللاعب لا يتدخل في طريقة توزيع الأوراق، بل يكتفي بالمراهنة على أحد الخيارات الثلاثة، وهو ما يجعلها لعبة تعتمد بالكامل على الحظ، دون وجود استراتيجيات حقيقية تؤثر على النتائج.
طريقة لعب الباكارات
لفهم اللعبة أكثر، إليك شرح مبسط حول طريقة لعب الباكارات:
- توزيع الأوراق: يتم توزيع ورقتين لكل من اللاعب والبنك.
- احتساب النقاط: يتم جمع قيمة الورقتين:
- الورق من 2 إلى 9 يُحسب بنفس قيمته.
- الآس يُحسب بـ1.
- الورق 10، والملك، والملكة، والشايب يُحسب بـ0.
- إذا تجاوز المجموع 9، يُحسب الرقم الأخير فقط (مثلاً: 14 = 4).
- السحب التلقائي لورقة ثالثة: في بعض الحالات، يتم سحب ورقة ثالثة تلقائيًا حسب قواعد محددة.
- النتيجة النهائية: اليد الأقرب للرقم 9 تفوز.
من هنا نلاحظ أن اللاعب لا يتحكم فعليًا في مجريات اللعب، بل يقوم فقط بالمراهنة، ما يجعل اللعبة أقرب إلى رمي عملة معدنية منه إلى لعبة تحتاج لمهارات.
لعب الباكارات عبر الإنترنت بين السهولة والمخاطر
مع انتشار الإنترنت وظهور مئات مواقع المراهنات، أصبح لعب الباكارات عبر الإنترنت أكثر سهولة من أي وقت مضى، يكفي أن تمتلك هاتفًا ذكيًا أو جهاز كمبيوتر للدخول على أي منصة من هذه المواقع، وإنشاء حساب، ثم الإيداع باستخدام بطاقة بنكية أو عملات رقمية، لتبدأ اللعب فورًا.
الكثير من هذه المنصات تقدم عروضًا ترويجية مغرية مثل:
- مكافآت تسجيل
- ألعاب تجريبية مجانية
- مضاعفة الإيداع الأول
لكن هذه المغريات لا تعني بالضرورة وجود فرصة حقيقية للربح، بل هي في الغالب وسائل لجذب المستخدمين واستدراجهم إلى لعبة قمار تعتمد على الحظ فقط.
لعبة قمار في ثوب جديد
رغم أن واجهة اللعبة قد تكون براقة وجذابة، خاصة على الإنترنت، تبقى لعبة الباكارات شكلًا واضحًا من أشكال القمار عبر الإنترنت، فكل شيء فيها مبني على الحظ، والمراهنة بالمال الحقيقي، وعدم وجود أي تحكم أو مهارة حقيقية من طرف اللاعب.
ولأنها تعتمد على المراهنة والخسارة والربح غير المضمون، فإنها تتفق تمامًا مع تعريف لعبة القمار الذي حذر منه الشرع والقانون. وهذا يجعل الباكارات ليست مجرد لعبة تسلية، بل بابًا واسعًا قد يؤدي إلى:
- خسائر مالية ضخمة
- الإدمان النفسي
- الانهيار الأسري
- الوقوع في ممارسات غير شرعية
لماذا أصبحت لعبة الباكارات ترند في مصر؟
أسباب شهرة الباكارات في مصر عديدة، منها:
- تأثير منصات التواصل الاجتماعي: انتشرت إعلانات وشروحات من مؤثرين يروّجون للعبة كوسيلة للربح السريع.
- غياب الرقابة: كثير من المواقع غير محجوبة، ما يجعلها متاحة بسهولة.
- الأوضاع الاقتصادية: يدفع الضيق المالي البعض للبحث عن حلول سريعة للربح، حتى لو كانت وهمية.
- قلة التوعية: ما زال عدد كبير من الشباب لا يعي أن هذه الألعاب ليست تسلية، بل صور من القمار المحرم قانونًا ودينيًا.
قمار عبر الإنترنت: التهديد الخفي
ما يُقلق حقًا في قمار عبر الإنترنت، ومن ضمنه الباكارات، هو السهولة في الوصول، وسرعة الإدمان، وغياب الرقابة الأسرية والمجتمعية. وقد أثبتت دراسات نفسية أن هذا النوع من القمار يؤدي إلى تغييرات في كيمياء الدماغ مشابهة لما يحدث مع مدمني المخدرات.
بعض الأعراض التي قد تظهر على مدمني الباكارات أو القمار الرقمي عمومًا:
- التفكير الدائم في اللعبة
- الإنكار والخداع بشأن الوقت أو المال المصروف
- الشعور بالذنب أو القلق بعد الخسارة
- محاولات استعادة المال المفقود بالمزيد من اللعب (ما يُعرف بـ”مطاردة الخسارة”)
هل هناك بدائل لتلك اللعبة؟
بدلًا من الانجرار وراء ألعاب القمار، يمكن للشباب استغلال وقتهم ومهاراتهم في مجالات أخرى أكثر فائدة وربحًا، مثل:
- العمل الحر عبر الإنترنت (تصميم، كتابة، تسويق…)
- تعلم البرمجة أو الذكاء الاصطناعي
- إنشاء محتوى على اليوتيوب أو إنستغرام
- دخول عالم التجارة الإلكترونية
- هذه البدائل تمنح دخلًا حلالًا، وتطويرًا للذات، وأمانًا نفسيًا بعيدًا عن التوتر والخسارة.
الخلاصة
لعبة الباكارات قد تكون ترندًا حاليًا في مصر، لكنها ليست مجرد لعبة ممتعة أو وسيلة للربح السريع كما يُروج لها. هي ببساطة لعبة قمار تعتمد على الحظ، وتدخل ضمن أخطر أشكال القمار عبر الإنترنت، التي تسبب خسائر مادية ونفسية، وتنتهك القيم الدينية والأخلاقية.
يجب على الشباب التفكير جيدًا قبل الوقوع في فخ لعب الباكارات عبر الإنترنت، والبحث عن طرق حقيقية للربح وتطوير الذات، بعيدًا عن السراب الرقمي الذي تقدمه هذه المنصات.
اقرأ ايضا عن لعبة وان اكس بيت والتربح منها وهل هي حرام