في ظل التغيرات الاقتصادية المتسارعة، بات المواطن يبحث عن أدوات آمنة لاستثمار أمواله، بعيدًا عن المخاطر العالية والمضاربات غير المضمونة، ومع تزايد ثقة الأفراد في القطاع المصرفي، تصدرت الودائع البنكية قائمة الأدوات التي يلجأ إليها المواطنون للحفاظ على أموالهم وتحقيق عائد ثابت.
شهدت السنوات الأخيرة تحولات كبيرة في سلوك المصريين المالي، خاصة بعد موجات التضخم المتتالية وارتفاع الأسعار، ما دفع شرائح واسعة من المواطنين للبحث عن وسائل آمنة لحفظ مدخراتهم.
وبينما لجأ البعض إلى الذهب والعقارات، ظل القطاع المصرفي هو الخيار الأول لمن يبحثون عن استقرار مالي وعائد مضمون دون مخاطر تُذكر.
و ساهمت السياسات النقدية التي اتبعها البنك المركزي، مثل رفع أسعار الفائدة في أوقات معينة، في زيادة الإقبال على فتح ودائع بنكية، باعتبارها وسيلة لحماية الأموال من التآكل بفعل التضخم، وتحقيق دخل ثابت، خاصة لكبار السن وأصحاب المعاشات وذوي الدخول المتوسطة.
تشير تقارير البنك المركزي المصري إلى أن إجمالي الودائع في البنوك تجاوز حاجز 7 تريليونات جنيه، وهو ما يعكس الثقة الكبيرة في الجهاز المصرفي، وحرص المصريين على الادخار البنكي كوسيلة للحماية من التقلبات الاقتصادية.
ومع تنوع منتجات البنوك، تتعدد أنواع الودائع المتاحة، ليبقى السؤال الأهم: ما هي أنواع الودائع في البنوك المصرية؟ وأيها الأنسب للمواطن العادي؟
وفي ذات السياق، يرى ماجد فهني الخبير المصرفي أن الودائع البنكية، رغم كونها من الأدوات الآمنة، إلا أن عائدها لا يتناسب أحيانًا مع معدلات التضخم، مما يقلل من القوة الشرائية للأموال المودعة على المدى الطويل.
وأضاف في تصريحات صحفية لموقع «المحروسة»أنه من المهم أن يعرف المواطن أن الوديعة وسيلة للحفاظ على القيمة وليس للثراء السريع لافتا إلى اختيار نوع الوديعة يجب أن يكون مبنيًا على احتياجاته
البنوك: نقدم حلولًا متنوعة تناسب الجميع:
وفقًا لمسؤول في أحد البنوك الكبرى، فإن الودائع البنكية تنقسم إلى عدة أنواع رئيسية، أهمها:
1. الودائع لأجل
وهي الأكثر شيوعًا، حيث يضع العميل مبلغًا محددًا لفترة زمنية معينة (تتراوح من شهر إلى ثلاث سنوات أو أكثر)، مقابل عائد ثابت. وتمنح البنوك عائدًا أعلى كلما زادت مدة الوديعة أو قيمة المبلغ.
2. الودائع المتجددة تلقائيًا
تشبه الوديعة لأجل، لكن يتم تجديدها تلقائيًا بنفس الشروط بعد انتهاء مدتها، ما لم يطلب العميل خلاف ذلك.
3. حسابات التوفير (الودائع الادخارية)
تتيح للعميل إيداع وسحب الأموال بحرية، مع الحصول على عائد دوري. تُعد خيارًا مناسبًا لمن يرغبون في الادخار دون تجميد أموالهم.
4. الودائع الجارية
لا تمنح عائدًا في العادة، لكنها تتيح استخدام الشيكات أو بطاقات الخصم. تُستخدم بشكل أكبر في المعاملات التجارية اليومية.
5. الودائع بالعملات الأجنبية
يتم فتحها بالدولار أو اليورو أو غيرها، وتُعد وسيلة جيدة للتحوط من تقلبات سعر الصرف، خاصة للمغتربين أو من يتلقون دخلًا بالعملة الأجنبية.
في هذا السياق، تنوعت أنواع الودائع التي تتيحها البنوك المصرية لتناسب كافة الاحتياجات، من حسابات التوفير إلى الودائع لأجل، بل وامتدت لتشمل ودائع بالعملات الأجنبية، في محاولة لجذب شرائح مختلفة من العملاء المحليين والمغتربين على حد سواء